سلام زائد
بإمكاننا أن نعرف الصحافة على أنها حلقة وصل بين شعوب العالم، سواء إن كانت الصحافة المكتوبة بوجه خاص أو الإعلام بالعموم.
وكذلك هي الوسيلة التي تستخدم للكشف عن الحقائق وتُجردها من التخفي، كما يقال أيضاً عن الصحافة أنها مهنة المتاعب وأنها ذاك السبيل والمحفوف بالمخاطر؛ كونها المهنة التي همها الأول الحقيقة وتقديمها في صورة واضحة إلا أن الحقائق التي يبرزها الصحفي غالباً ما يكون ضحيتها، رغم أنها مهنته التي يمارسها كأي شخص يؤدي مهام عمله.
إن ما يعانيه الصحفيون وما تواجهه مهنتهم من إجرام يُقترف بحقهم كالإخفاء القسري وعمليات الخطف والتعذيب، وجرائم القتل الأمر الذي جعلهم يعيشون في خوف دائم يهدد حياتهم دون أن يقوموا بأدوارهم على أكمل وجه فيلقى المعاناة إبان ذلك.
ولا يمكن أن نفكر في زمننا أن الصحفيين مقيدو الحرية والآراء، فهم يدفعون حياتهم ثمناً لنزاهة وصدق عملهم في إطار ممارستهم حرية الرأي والتعبير.
لقد باتت الصحافة تعاني من كبت الحرية ومصادرة الكلمة وعدم احترام وجهات النظر المختلفة، والمجتمعات تختلف عن بعضها البعض، ففي المجتمعات المتقدمة والديمقراطية يكون الصحفي طليقاً يعبر عن رأيه بكل حرية، أما عن المجتمعات الأخرى التي ترزح تحت أنظمة حكم ديكتاتورية يكون رأي الصحفي مقيداً، بل إنه يفقد حياته دون أن يُكترث له أو يرتجف جفن لمسؤول أو حاكم وهو الذي قدم حياته قرباناً على مذبح الحقيقة، ومن أمثلة هؤلاء الصحفيين الذين كرسوا حياتهم للحقيقة وفقدوها لأجلها: ناجي العلي، محمود نبوس، علي حسن الجابر ولا تنتهي القائمة عند خاشقجي.
والسؤال الذي يطرح نفسه: لِم باتت حياة الصحفيين مهددة؟ ولماذا العالم لا يرضى إلا بطمس الحقيق؟ لِم لا تكون حرية الرأي من الحقوق التي يتوجب على الرأي العام تقبُلها؟
والحقيقة في هذا الإطار وأمام هذا الواقع المأساوي إن أخفيت الحقائق عن الناس فلن تخفى عن رب العباد وعنده سيجتمع الخصوم.
وإن شمس الحقيقة مهمة غربت فلابد من أن تشرق مجدداً، وإن حرية الصحافة وأرواح الصحفيين حق لابد أن تُحترم في مجتمعاتنا، و لابد من وضع حد للإجرام الذي يُقترف في حق الصحافة والصحفيين، و لابد أن نعلم أن الصحافة مهنة شريفة وهي الشعلة التي ستنير دربنا نحو مستقبل أفضل.