متابعات

مجمع اللغة العربية ينظم حلقة نقاش حول قضايا التخطيط اللغوي

الطيوب

حلقة نقاش بعنوان (التخطيط اللغوي..بعض موضوعاته وقضاياه) مجمع اللغة العربية

أقامت لجنة التخطيط اللغوي بمجمع اللغة العربية بطرابلس صباح يوم الخميس 3 مارس الجاري حلقة نقاش موسعة بعنوان (التخطيط اللغوي..بعض موضوعاته وقضاياه) وذلك احتفالا بمناسبة اليوم العربي للغة العربي، وألقى كلمة الافتتاح الدكتور “محمد مصطفى بلحاج” الذي أشار في مقدمته إلى أن هذه الحلقة من النقاش جاءت لتبحث في بعض القضايا والتحديات الداخلية والخارجية من خلال الوظيفة التي تضطلع بها لجنة التخطيط اللغوي تلاه الدكتور “محمد خليفة الأسود” بكلمة بيّن فيها أن موضوع نقاش اليوم باب لم يطرقه أحد من قبل في ليبيا وهو أن اللغة العربية في ليبيا متعايشة مع اللغات الأخرى بصورة سلمية منذ زمن.

ثم انطلقت أعمال الجلسة الأولى بمشاركة الدكتورة “سهام علي الحمري” عبر ورقتها البحثية المعنونة (مفهوم التخطيط اللغوي والسياسة اللغوية) وطرحت في مبحثها العلمي تعريفا دقيقا لاصطلاح التخطيط مشيرة لكونه نشاط ذهني راق هادف يتوخى رسم المسار المستقبلي لوضع اللغة واكتسابها وهيكلها واستخدامها عبر تشريعات وقرارات وأليات وبرامج طويلة الأجل توجه سلوك مستخدميهاا فرديا وجماعيا بشكل معياري مرن يُحصن بنائها، وأضافت بأن التخطيط اللغوي قديم منذ زمن بعيد غير أن استخدامه بصفة علمية حديث حيث بعد جمع القرآن الكريم في مصحف واحد وإتلاف بقية المصاحف تدخل بهدف تقنين اللغة العربي وترجمة الدواوين للعربية وأن تصبح العربية اللغة الرسمية في إقليم فارس وبلاد الشام ومصر، كما أوضحت في المقابل أن التخطيط اللغوي يستهدف بنية اللغة ووضعها فهو علم يبحث التفاعل بين جانبي السلوك الإنساني أما السياسة اللغوي فهي تُعرف بمجموعة من الإجراءات التي تتخذها مؤسسات الدولة لمراقبة الوضع اللغوي والتحكم في مساره.

وشارك الدكتور “أبو القاسم عون” بورقة علمية بعنوان (خصائص العربية أساس التخطيط اللغوي) وأكد من جانبه أن التخطيط اللغوي سواء أكان داخليا لتعديل شيء في بنية اللغة أو إصطلاحا أو كان خارجيا لتنظيم تعلمها وتعليمها وتيسيره وحمايتها والتمكين لها ونشرها لابد أن تسبقه معرفة واسعة بخصائص اللغة وظواهرها وأصولها وقواعدها وواقعها الاستعمالي مضيفا بأن التخطيط الذي نسعى لإنجازه بخصوص العربية هو خارجي يجيء بغية تنظيم تعليم اللغة العربية وتيسيره وحمايته والتمكين لها ونسرها وهو حسب تصور الدكتور أبو القاسم يقتضي الإلمام الواسع بخصائص اللغة والنظر الفاحص والدقيق في ظروف واقعها المحلي والوطني والعالمي، لافتا إلى أن هدف من هذه الورقة هو لرصد اللغة العربية انطلاقا من خصائصها الذاتية والتعبيرية والذاتية المعلوماتية فضلا عن وصف ملامح عالميتها وآليات التمكين لها ونشرها.


وتضمنت حلقة النقاش أيضا مشاركة الدكتور “بشير محمد زقلام” بورقة علمية حملت عنوان (التخطيط لعلاج ضعف اللغة في الإعلام) التي لخص فيها أن اللغة العربية مثل غيرها من الكائنات الحية تنمو وتتجدد وتتغير وتتأثر بما حولها من متغيرات فتقوى وتنبت فيها الحياة وروح التجدد والنمو إذا حسن استعمالها وتصاب بالوهن والضعف وعدم القدرة على النمو إذا حجر عليها أو أدخل فيها ما ليس منها وماهو غريب عنها، وتطرق إلى قضية واقع العربية في عصر العولمة فأكد بأنه قد اشتد الخطر على لغة القرآن حيث تعددت جوانبه واختلفت مراميه بعضه جاء مما أسماهم بالمتربصين باللغة من الغرب وبعضه قادم من أهلها اللذين تشبعوا بلغات الغرب فعجزوا عن التعبير بها وتباهوا بالنطق بغيرها ليختلط حسب وجهة نظر الدكتور زقلام أمرهم وقصرت معانيهم عنها وعن غيرها، وشدد كذلك على أنه من أخطر الأمور على اللغة العربية لغة الإعلام لأنها لا تخاطب فئة معينة من الناس بل هي موجهة للجمهور الواسع ذي المستويات المختلفة وتابع أن الأخطاء اللغوية في وسائط الإعلام سريعة الانتشار ما سهل ويسر شيوعها بين الناس بما في ذلك شريحة المتعلمين.

وقد شارك الدكتور “خليفة أبو بكر الأسود” عضو لجنة التخطيط اللغوي بورقة علمية عنونها بـ(السياسة اللغوية وتنفيذها) موضحا من خلال مبحثه العلمي أن الرقعة الجغرافية للدولة الليبية تشكل جزءا من الوطن العربي الممتد من بحر العرب شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا، لذلك تعد اللغة العربية منذ أوائل الفتح الإسلامي لقارة إفريقيا هي اللغة الرسمية السائدة والمنتشرة في البلاد مع إستثناء العهدين العثماني والإستعمار الأوروبي للمنطقة العربية، وأضاف بأن السياسة اللغوية قد امتزجت بالتخطيط اللغوي على مدى كل هذه الفترة عبر الممارسات المتصلة باللغة وشهدت الدول العربية وليبيا اليوم أمثلة لهذه الممارسات شكلت انعكاسا واضحا في ميادين الاستعمال اللغوي الرئيسة في مؤسسات التعليم والإعلام والتعريب.

وتقدم الدكتور “محمد سالم الفيتوري” بورقة علمية بعنوان (اللغة الرسمية واللغة المحلية والدسترة)حيث عرض فيها بشكل مختصر لبدايات ظهور فكرة اللغة الرسمية للدول قبل ميلاد المسيح بحوالي 500 عام وتطورها حتى الوقت الراهن، كما استعرض اللغات الرسمية بالعالم مشيرا إلى أن اللغة العربية هي ثالث أشهر لغة رسمية في العالم فقد تم تعيينها لغة رسمية في سبع وعشرين دولة ومن بين هذه الدول أربع عشرة دولة إفريقية وثلاث عشرة دولة أسيوية واثنان وعشرون من هذه الدول يملكون عضوية في منظمة جامعة الدول العربية، وأوضح في المقابل الفروق بين اللغات الرسمية والوطنية والمحلية وأوجه الاختلاف بينهم، فضلا عن تسليطه للضوء على واقع اللغات الليبية، وحول قضية دسترة اللغة أضاف بأن اللغة هي تحديد لطبيعة تصنيف ومعاملة الدولة للغة أو اللغات المستعملة بنطاقها الجغرافي رسميا على مستوى مؤسسات الدولة أو شعبيا على مستوى الاستخدام العام لها نصا بالدستور مشيرا أنه عند الحديث عن موضوع دسترة اللغة لابد من التأكيد على أن موضوع اللغة والسياسة اللغوية هو شأن خطير بل هو أخطر بكثير مما يتصوره البعض لذلك ينبغي معالجته وفق إطار منهجي علمي بحت وبمنأى عن المزايدات السياسية والنزعات العنصرية والعرقية والاقصائية مؤكدا بأنه ينبغي بالدرجة الأولى مراعاة المصلحة العليا للوطن مع استشراف الآفاق وقراءة الواقع من أي سياسات لغوية متسرعة.

كما شارك الدكتور “محمد خليفة الأسود” بورقة علمية بعنوان(التخطيط للتعايش بين اللغات في ليبيا) حيث قدم إشارة وافية إلى أن ليبيا يوجد بها لغتان قديمتان هما اللغة (البربرية) التي تسمى اليوم بالأمازيغية وهي مستعملة من قبل الأمازيغ في جبل نفوسة وفي مدينة غدامس وفي مدينة زوارة وفي غات أما اللغة الثانية هي لغة (التيدا) وهي لغة قبائل التبو القاطنة في مناطق الجنوب الليبي مثل الكفرة وتبستي، وأشار أن أهل هاتين اللغتين مزدوجو اللغة فهم يتقنون اللغة العربية ويستعملونها في تعاملاتهم الرسمية والإدارية ويقتصر استعمالهم للغتين الأخريين في السابق داخل البيت وهذا الأمر قد تغير بعد عام 2011م إذ بدأت المكونات المستعملة لهاتين اللغتين في محاولة لإدخالهما في ميادين التعليم في حدود مناطقها المحلية.

من جانب آخر أوضح الدكتور الأسود أن اللغة الأمازيغية هي في واقع الحال تنبثق منها ثلاث لهجات رئيسة وهي لهجة أهل جبة نفوسة ولهجة أهل زوارة ولهجة غدامس ولهجة الطوارق في غات ولهذه اللغة حروف قديمة يطلق عليها التيفيناغ، مضيفا بأن لغة(التيدا) المستعملة من قبل التبو في جنوب ليبيا وشمال تشاد وشرق النيجر لها أيضا لهجتان هما (تيدا) وتعرف باسم (تدكا) و(دزكا) ولهجة(تدكا) مستعملة في ليبيا أما فيما يتعلق بلهجة (دزكا) فهي مستعملة في تشاد، وأردف أن هذه اللغة تنتمي للفصيلة النيلية الصحراوية أما اللغة الأمازيغية فاختلف العلماء في شأن فصيلتها التي تنتمي إليها بعضهم قال أنها من فصيلة اللغات السامية وبعضهم قال أنها من فصيلة اللغات الحامية.

مقالات ذات علاقة

محمد كرازة يروي رحلته مع التصوير

مهنّد سليمان

عبدالله سعيد: في ليبيا لا يعرفون «النحت المعاصر»

نهلة العربي

جمعية المكتبات تناقش «حماية أرشيف ليبيا»

نهلة العربي

اترك تعليق