أنيس البرعصي
إلهي
أقسم بك إني أحاول جاهدا أن أصنع من نفسي مواطنا صالحا، أبا يحتذى به، لكني فشلت،
لقد تجاوزت الثلاثين ولم أكون أسرة بعد..
لم يتغير شيء.. كبرت دفعة واحدة،
ووجدت في يدي بندقية
وتحول أصدقائي إلى صور
معلقة على أسوار منازلهم …!
إلهي أنا عالق في بلد مسعور، مفتت، مشظي
مع قوم مجانين يشبهون كثيرا من ترسل لهدايتهم أنبياء بمعجزات فيقتلونهم..
وهؤلاء القتلة
يقولون إن ديسمبر القادم سيكون فاصلا لمصيرنا،
إما حربا مفروضة لندفع ضريبتها من جيوبنا المثقوبة
أو انفصالا لنستبدل لصوص المركزية بلصوص القبائل.
البارحة خرج كبيرهم وأعلن أنه سيزوجنا؛
أحدهم سأل نفسه.. هل سأجد دبلة على مقاس إصبع يدي
الاصطناعية؟
لم أعد أثق في أحد
وليس في يدي حيلة
سوى مراقبة ضياع العمر بين قراراتهم المستوردة ومراحلهم الانتقالية، كما يراقب طفل كرته بين إطارات السيارات..
إلهي كرتي لم تنفجر
لكنها لم تعد تصلح للعب..
إلهي، لم أقل كل شيء وأنت عالم بما في نفسي
فأنتقم لي أرجوك.