الناقد: صادق أمين – مصر
الشعر تعبير يستهدف الوجدان ،،هو صياغه وتشكيل جديدين للعالم من خلال رؤي الشاعر وثقافته ،.
والشعر حلم تستنطقه المعانى وترسمه العاطفه،ولو اعتبرنا ان الفن هو خلاصه الحياة والشعر هو خلاصه الفن لأكتشفنا أن الشعر هو خلاصه خلاصه الحياة ، والشاعر حين يشرع فى انتاج ورده تعبيره الانسانى أنما يضع قطعه من روحه فى روح المتلقى ليترك داخله حاله شعوريه هى فى الاساس حاله الشاعر من خلال لغه مشحونه بالصور والدلالات والايقاع ومخصبه بالفكر والاخيله والشحنه الشعوريه فتتشابك كل تلك العناصر لتصنع القصيده.
ومن المؤكد ان معنى نشر الشاعر لتجربته الابداعيه هو بدء لانجاز يهيأالسبيل لأن يقرائه المتلقى ونتفاعل معه سلبا كان او ايجابا بالمعاشرة والتفاعل ولأن القصيدة هى الاضاءة الاولى التى تدفعنا الى ان نتلاحم معها وتسليط الضوء على جوانبها الوجدانيه والفكريه والوقوف على جماليات الطرح والسمات الخالصه للشاعر، وبين يدى تجربه ابداعيه للشاعرة فريال بشير الدالى (محاوله لصف ازدحام)والتى تقدم من خلالها نموذجا أدهشنى منذ الاصطدام بعنوانه والذى جعلنى اتسأل حتى استدرجنى أن يتنفس قلمى من اريج ما يحمله وكأننى اخطو بقدمى الى اضواء عالم جديد اختلط فيه المعرفى بالحدسى وكأن الشاعرة تطرح سؤال وجوديا عميقا يدفعنا الى مزيد من الاسئله التى لا أجابه لها الا فعل الكتابه
حين تختزلك الغربه
وينازل البؤس عذوبه عينيك
يناهزنى الوله
فأتخيلك
ولحظه اعتمال الرباط
تلكزنى الحقيقه
لاتقف أشكاليه فهم النص و ما يحمله عند حد التصنيف والمرور عليه دون تحليل للقيم الجماليه ولكن من خلال انفتاحنا على النص وتفكيكه والنظر الى الأبعاد التى تحققت وأستخلاص جزء مستتر يكمن داخله بعداً انسانياً أدى الى اعطاء (المعطى الحسى)فتلك الكتابه حاولت التحرر من القصديه والتهويم الى الوقوف على اللحظه الابداعيه بكل ما تحمله من توتر فأنتجت نسق ابداعى متماسك ومتجانس من حيث البنى اللغويه ومتضافر مع ما يختبئ داخل الشاعر وخال من المضمون المطلق والانشادى الذى لايؤدى الى معنى ويحتفى بالمجاز ورحابه التعبير وهذا ما يجعل من حيز الدفقه الشعوريه عالماً تتشابك وتتلاحم عناصره فالعلاقه بين اختزال الغربه لدى الاخر ومنازله البؤس ومناهزه الوله علاقه تجعل قضيه المعنى مجرد مقدمات تطرح تجربه أغترابيه متعدده الأبعاد وكذلك يكشف أمكانيات وقدرات الشاعرة لأنتاج طاقه متجدده للغه المحمله بشحنه وجدانيه استطاعت ببراعه أنجاز وتوظيف الحسى المعنوى بالمادى .
أن أزمة أختزال الغربه ومنازله البؤس ومناهزة العينين يمضى الى لحظه فارقه تصنعها الشاعرة فريال بشير الدالى الى حيث التخييل الذى يذهب الى الكشف وصناعة المفارقه التى جائت من لكزة الحقيقه أن هذا الأبداع تكمن قيمته الجماليه فى تلك الصورة الممتده المشحونه بالدلالات والصور والأيحاءات والتنوع والتحول من الحكى وايقاع الزمن الى حاله شعوريه خاصه اعتمدت على توظيف اللغه وشحن مفرداتها بكل ماهو حسى وبصرى ومدرك وغيبى ولان الأبداع يمثل أحدى المقومات التى تؤدى لادراك الأثر ويعكس مرأة الشعور وكل ما تحمل الذات من عناصر متناقضه من قلق ورؤيه وحدس وشك كأنها فراشه هائمه تحاول استجلاء بصيص ضوء من واقع معتم
هى محاوله الشاعر ان يصنع من خلال بنيه اللغة فضاء شعرى يسعى من خلاله الى تجاوز سياق العاديه الى رحابه مرامى الخيال رابطاً بين ماديه الواقع ومعنويه التصور ولابد للناقد من جهد وسعى الى اكتشاف مواطن الجمال من خلال البنى النصيه (الدلاله الصغرى )الى حيث البنيه الكليه (القصيدة)
بواقع أنها تجربه الشاعرة ،. والشعر مغامرةباللغه تعتمد على قدرات الشاعرةفى توظيف الحالة الشعوريه بعمق وتكثيف ،. وسمات النص الشعرى الجديد أنه يتبنى المعرفى ويسعى الى كتابة تعتمد الى خلق مساحه للمتلقى وديوان (محاوله لصف ازدحام)للشاعرة فريال بشير الدالى تجربه يمكن القول انها تحمل توتر ما لكنه توتر ينبض بفيوض تحاول الانفتاح على العالم وكأن ما وراء هذه التجربه قوة غامضه تتحرك فى اتجاه أنتاج تجربه تنطلق من حاله متوتره تمثل طابع أنسانى يحاول تكريس الكلمه من خلال تعبيرات غير مباشرة وتشكيل نموذج خطاب متفرد لكنه ليس غامضا وأنما يمثل هذا الخطاب موقف الشاعرة من العالم ،.
والشاعرة تحاول دائماً اعطاء الدلالات ايقاعاً بصرياً يعمد الى توظيف الصورة بشكل تتحقق غايته ويعكس المخبوء والكامن وهو ما يجعل من هذا الطرح عالماً منفتحاً يحاول أنتاج وردة تعبير انسانى وأيجاد خصوصيه لمعطيات الطرح الشعرى.
تلك التى منحته
رطبها ..وعسلها
رحلت
وتركته برفقه الاربعه فصول
وكل المواسم
وثلاث حمائم
وعصفور
وصفائح الذاكرة
اخر عهدها به..برجا
لا تبرده صواعق الحدث
ولا تحرقه وحشه الغياب
أو قول الشاعرة
حين تبخر الفارس
أنتحر الحصان
فسقط الليل مغشياً عليه
وأستقال
الواقع من الجمال
الأن لأحلمك
الشاعرة تتعامل مع اللغة تعاملاًخاصاً ،وهى تدرك وظائف اللغة فتصنع بها تنامياً درامياً يلتحم فى نسيج المعنى ، فحينما تتضح الرؤية تضيق الجمله وكلما ضاقت الجمله اتسعت الرؤيه ،وتلاحظ مدى قدرة الشاعرة على بناء القصيدة فالشاعرة تمتلك لغه تستطيع من خلالها توظيف الشعورى بالمادى والداخلى بالخارجى والمعاش بالمأمول وتعكس هذه اللغه الحاله الشعوريه و توترها وتسعى الشاعرة احياناً الى التجريديه واحيان اخرى الى الصوتيه وهذا الميل قد يكون من سمات طرح الشاعرة التى تحاول انتاج النص دلالياً معتمدة على فكرة ما او شعور ما لذلك يأتى التعبير متناسق من حيث الخطاب ومن حيث شكل الخطاب الذى لايتخلص من المتلقى بل يجعله شريك ،.
والشاعرة تحتفى بتوظيف الطبيعه فى معظم اطروحاتها وتتشكل التجربه من خلال رؤيه تعتمد توظيف الشاعرة الطبيعه مع حركه النفس ودائما هى تعيد تشكيل العالم داخل القصيدة وتوظفه بسمات تنقل خصوصيه الحاله الشعوريه وهو ما يجعل من تلك الكتابه عالماً متكاملاً ،فعالم الافكار هو العالم غير الواقعى ولكن ما يصنعه هو الواقع المعاش لذلك نجد ان الصورة عند الشاعرة فريال بسير الدالى ذات خصوصيه وانها صنعت من توليفات حسيه وجدانيه اختلطت بالخارجى والمخبوء وتوترات اللحظه المحمله بالحلم والالم لذلك تنجح الشاعرة دائما فى تحقيق صورة شعريه بصريه مشحونه عاكسه لحالة الشاعرة ومتجانسه مع بنيه القصيدة وهذا ما يعطى تلك الكتابه روح لاتقف عند حدود الصراخ بل تعكس وتبلور قيمه من قيم التعبير وهو الادهاش فلهذا التعبير روح وحلقه ترسم عالمها الغنى والفضفاض فالقصيدة لاتنتهى عند تحديد الألم كونها صرخه بل تجسد تجربه مبدعه تبلور روح الشاعرة
وقد تنجح الشاعرة فى توظيف الشعور الداخلى بالمعطيات الخارجيه وخلق عالمها المثالى (يوتوبيا الشاعرة) فهى تنطلق من موهبه حقيقيه تقف على منجزات القصيدة العربيه وتحاول طرح ابداع متفرد
يبدو هذا جلياًمن خلال التشكيل وصناعة العلاقات بين الحسى والمادى واطلاق المجاز الذى يشكل وتر يرسل عده نغمات تتشكل منها بنيه القصيدة ،
ومن ثمه تأتى تجربه ديوان (محاوله لصف ازدحام)كتابه ابداعيه تتكئ على معطيات اللحظه وتوترها لكنها لاتقف عند حدود تلك اللحظه بل تنفتح لتترك لنا سؤال وحلم يعكس ما بداخل الشاعرة من مأمولات وخوف ودهشه وحلم وقلق ،.فالتعبير الشعرى لدى الشاعرة المتميزة فريال بشير الدالى
يبلور قيمه التعبير الشعرى الذى يجنح الى الفلسفه وكيقيه الربط بين ما هو حسى وما هو حلم وما هو حدس وبين المكنون والعالم فى اطار يعمد الى تشكيل وانجاز القصيدة بشكل فلسفى لا يصرح بقدر ما يعبر
الاسكندريه 21 مارس 2013
2 تعليقات
خزعبلاااااااااات
ليبيا لايوجد بها غير ثلاثة شعراء فقط حيث لامكان لصوت أنثوي مطلقا
انصحها يارامز بالتوقف عن الهذيان
تم نشر هذا التعليق من باب حرية التعبير.