وَلِأَنَّنَا تَعَوَّدنَا كبشرٍ
أن نَبْنِيَ
الكثيرَ مِنَ الْجُدْرَانِ
وَقَلِيلاً مِنَ الجسورِ…
أسْوَقُ لَكُمْ هَذهِ القَناعةَ :
كَمْ نحنُ اليومَ
بِحَاجَةٍ ماسَّةٍ وَمُلِحَّةٍ
إِلَى وَقْفَةِ تَأْمُلٍ
عَمِيقَةٍ وَطَوِيلَةٍ…
فِي زمنِ الْوَبَاءِ
الَّذي يَخْبِطُ خَبْطَ عَشْوَاءَ بِالْبِشْرِيَّةِ!
وَقْفَةٍ تتيحُ لَنَا
رؤيةَ فَظَاعَةِ مَا حدثَ مِنْ شَنَاعَةٍ
( الحروب، الكوارث الطَّبيعيَّة، الْجَائِحَة…)
فِي عالمِنا اللا إِنْسَانِيّ!!.
فَنكفُّ عَنْ رجمِ أحدِنَا الْآخِرِ
بِحجارةِ الْاِنْتِمَاءَاتِ وَالْوَلَاَءَاتِ
وَسِيَاطِ الْاِخْتِلَاَفَاتِ…
والعَزُوفِ عَنْ تَصْنِيفِ الْآخِرَيْنَ
وَفِقَ ذَهَنِيَّةِ تَعَصَّبٍ
مَحْدُودةِ الأفقِ وَأحَادِيَّةِ التَّفْكِيرِ…
آملاً أن يكونَ فِي الحُبِّ الدَّوَاءُ..
لَكِيلَا نُنَاصِبَ الْخِصَامَ وَالنُّزَّاعَ لِغيرِنَا
وَنُقيمَ مَقَاصِلَ الْاِجْتِثَاثِ لِبعضِنَا الْبَعْض
فالحُبُّ لَا يَعْرِفُ إِلَّا الحُبّ
وفي الحُبِّ يَتَسَاوَى الْجَمِيعُ:
الْقَبِيحُ والجميلُ
الصغيرُ والكبيرُ…
ويغدُو الْأَنَامُ الْمُتَنَوِّعِون واحدًا
فِي أُلْفةٍ وَاِنْسِجَامِ وأخوَّةٍ إِنْسَانِيَّةٍ..
فَالتَّنَوُّعُ وَالتَّعَدُّدُ
بَيْنَ البَشَر وَالْمَخْلُوقَاتِ الْأُخْرَى
غنًى وَإِثْرَاءٌ للتَّكَامُلِ وَالتَّعَايُشِ…
وَالْاِخْتِلَاَفِ
لَا يُرِيدُ بِهِ الْخَالِقُ
خِلَاَفًا بَيْنَ خَلِيقَتِهِ
أوْ حافِزًا لِلْإلْغَاء وللْإقْصَاءِ
أوْ الْاِنْتِقَاصِ وَالتَّنَابُذِ..
بَلْ رحمةٌ للوِئامِ وَالمواءَمِةِ…
أوَليسَ الحَديقَةُ
تبدُو أكثرَ جَمالاً
فِي تَنَوَّعِ ورُودِها وتُعَدِّدِ مَحَاصِيلِها؟!.
إنّهُ الحُبُّ…
الَّذي يَتَقَبَّلُ النّاسَ بِأَجْمَعِهِم
وَيُقَرِّبُ بَيْنَهُمْ الْمَسَافَاتِ
وَيُوَحِّدُهُم تحتَ مِظَلَّتِه …
مَهْمَا تَعَدَّدْتِ التَّنَوُّعَاتُ وَتَعَمَّقْتِ الْاِخْتِلَاَفَاتُ
وَاِتَّسَعْتِ الْفَوَارِقُ وَاِرْتَفَعْتِ الْحَوَاجِزُ
وَتَرَسَّخَ الْبنْيَانُ وَتُجَذِّرتِ الْاِنْتِمَاءَاتُ
فَمَنْ يُحُبّ لَا يُسِيء
مَهْمَا تَفَاقَمْتِ الْأَزْمَاتُ وَاِسْتَفْحَلَتِ الْمَصَائِبُ
وإنّما يَحْرُثُ الأرْضَ سلامًا
ويَغرِسُ بِذورَ الطِّيبِ
لأنَّ اللهَ محبّةٌ…
لِذَا آملُ أن يُوَاظِبَ واحدُنَا
لِيكونَ فلّاحًا
فِي بُسْتانِ الْمحِبَّةِ الإنْسَانِيَّةِ..
فَتَزْدَهِرُ الأرضُ بِالْخَيْرِ الرَّغيدِ
وتتنعَّمُ الْخَلِيقَةُ بِالسّلامِ والرَّجَاءِ الصَّالِحِ.
المنشور السابق
المنشور التالي
الأب يوسف جزراوي (العراق)
الأب يوسف نبيل جزراوي.
كاهن واديب عراقي مغترب. مواليد بغداد 1979.
طالب دراسات عليا. دبلوم فلسفة.
بكلوريوس فِي اللاهوت.
دبلوم فِي التنمية البشرية.
ماجستير فِي علم الانثروبولوجيا.
رئيس رابطة البياتي الشعرية.
حاصل عَلَى اكثر مِنْ جائزة ادبية ودروع تكريم وشهادات تقدير.
له العديد مِنَ المؤلفات الاجتماعية والابحاث التاريخية والكتابات الادبية والشعرية ابرزها:
ومِنَ الخلجاتِ بعضِها.
قراءة إنسانية جديدة فِي ملحمة كلكامش.
نَخِيلٌ فِي بستانِ الذّاكرةِ.
أفكارٌ وتأملاتٌ مِنْ تُراب.
أحاديثُ قلمٍ فِي مرايا الذات والمجتمع.
مواعظ.
تأملات مِنْ حياة كاهن.
ملحمةُ البحث عَنِ النصفِ الآخرِ.
أوراق متناثرة.
ديوان:عروسُ الشرق بغداد.
أنين الوردة الجريحة( رواية).
ديوان: سيلفي مَعَ الوَطَنِ.
ديوان: حَتْمًا ستمطرُ عيناهُ.
ديوان: فِي البَدْءِ كَانَ العِراقُ.
نُشرتْ مقالاته وقصائده ونصوصه فِي الصحف والمواقع الالكترونية.
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك