زينب البرعصي
كانت جدتي تجيد، إخفاء الحلوى في طيات ملابسها في (صندوق بورنه)، بألوانه البهيجة، وكانت تجيد ترتيب ألوان، أثوابها الحريرية؛ المثقل، البوشي، بوخمسة واثنين، وأقمشة الشولاكي.
أغمس يدي فيه، أتجسس أثر حلوى شاكير البيضاء، ذات الخطوط الحمراء والخضراء، كأعلام إيطاليا، ترتطم أصابعي بحبات المسك، والقرنفل ومكحلتها.
صندوق جدتي خزانة عُرسها، فيه من كل زوج بهيج، لم تحتفظ بعلبة مكياج أو عطر باريسي، زجاجة بارازيتا صغيرة، دملج فضة مفكرن، فراشيتها المقزولة بالأحمر والعقيق الأبيض، علبة النشوق، وعلبة ماكنتوش كوالتي ستريت البنفسجية، بداخلها أزرار لمعطف جدي العسكري، وقرن خرتيت، للسعات العقارب، وميبر كبير لخياطة أروقه بيتها والرقيع.
بائت محاولتي بالفشل، أغلقت الصندوق وقعت المرآه المعلقة في غطاء الصندوق، هرعت الي سرير بووردة غلبني النعاس، دخلت جدتي لغرفتها، أنزلت فتيلة فنارها لتنام، بجواري، أقفل عين وأفتح الأخرى، أجدت دور الأميرة النائمة، بجوارها خوفا من عقابها.
استيقظت في الصباح على رائحه شاهيها الشهي بالنعناع، وأحاديثها مع جدي، لأجد بجواري قطعة حلوى الشاكير اللذيذة، لأكتشف أن جدتي كانت تخبأها خارج صندوقها، تحت وسادتها لي.
كل ما ذكر: مقتنيات جدتي بأسمائها الليبية.