علي عبداللطيف حميدة
يهلهل الفقيه المجاهد المتقاعد
ويصرخ في ابنه المشاكس
أين الماء؟
هل ركبت الأخضر ووردت الخوخة او الفوار؟
ولكن من أين أعرف وأنا لا أرى؟
يتمتم لنفسه، يتأوه لم يتبق لي سوى الذكريات
ومن غير لا يدري يأتي الابتسام
فزعه الهاني وانت في السادسة عشر من عمرك!
يا لها من أيام لهيب معركة عافية حيث قمت بالآذان
كيف التحمتم بالطليان والمطلينين وجها لوجهه؟
آه من المنفى
لولا أحبابكم المغاربة ورفلة والاختفاء والآن العينان مظلمتان والوحدة أظلم
أين الماء يا عثمان؟
صخ صخ قبح الله سعيك! أين الماء؟
ولكنه لم يسمع سوى الضحكات والقهقهات
كوّر وريقات مضغه تبغ
خزنها حتى صارت في شدقيه انتفاخاً
وفجأة تخدرت احاسيسه شعر بالارتياح ورغبة في الغناء
وبدأ يغني ويهاجي:
بلاد الشجاعة يابلادي
نارك ولاّعة في الصادي
سبها 20 سبتمبر 1970
