المقالة

انشودة مخمل الكلمات

من أعمال التشكيلي الليبي محمد الخروبي
من أعمال التشكيلي الليبي محمد الخروبي

في عالمنا الذي يتسارع فيه الإيقاع،  تتحول الكلمات إلى رموز مضيئة على شاشاتنا، نتوق إلى لحظة من الهدوء لنغوص في أعماق كتاب. ففي صفحات الكتاب، نجد ملاذاً آمناً نستطيع فيه أن نتجول بحرية بين الأفكار والمعاني، نستنشق عبير الحبر، ونستكشف زوايا النصوص الخفية.

تدعونا مقارنة عميقة بين تجربتي القراءة على الورق والشاشة إلى التأمل، في تجربة الورق، نشعر وكأننا نسير في حديقة هادئة، نستمع إلى همس الرياح بين أوراق الأشجار، ونستمتع بمشاهدة الفراشات ترفرف حول الزهور. أما في تجربة الشاشة، فنقف أمام اضواء صاخبة، مليئة بالإغراءات، ولكنها تفتقر إلى الهدوء والعمق الذي تتمتع به القراءة التقليدية.

إن القراءة السريعة والسطحية تفقدنا متعة الاكتشاف والاغتناء الفكري. فالقراءة الحقيقية هي رحلة استكشافية، ننطلق فيها عبر عوالم جديدة، ونكتشف جوانب خفية من أنفسنا. ففي كل صفحة نقلبها، نكتشف كنوزاً جديدة، ونوسع آفاق تفكيرنا.

 القراءة جزءًا لا يتجزأ من تراثنا الثقافي، وهي وسيلة لنقل المعرفة والحكمة عبر الأجيال. ولكن مع تطور التكنولوجيا، بدأت تظهر مخاوف حول مستقبل القراءة التقليدية.

الدعوة ملحّة وجدية إلى الحفاظ على هذا التراث الثمين، وأن ندرك أهمية الكتاب الورقي في حياتنا. فبالرغم من كل التطورات التكنولوجية، لا يمكن الاستغناء عن متعة تقليب الصفحات، ورائحة الحبر، والاتصال المباشر بالنص.

دعونا لا نسمح للتكنولوجيا أن تحرمنا من هذه المتعة، فللقراءة على الورق سحر خاص لا يمكن الاستغناء عنه. ففي كل مرة نفتح فيها كتاباً، نفتح باباً لعالم جديد، وننطلق في رحلة لا تنتهي.

الثقافة كتاب فقط لا غير.

مقالات ذات علاقة

اليوم العالمي للإذاعة …13 فبراير

عزالدين عبدالكريم

هجرة الكلمات من الأندلس إلى أويا

المشرف العام

أين ليبيا التي عرفت؟ (23)

المشرف العام

اترك تعليق