أشرف ميلاد
بكيت ذات مرة وحملني اعلان هزيمتي على الاختباء في زاوية الغرفة منكمشا، وكأنني احاول ان تعانق روحي الجسد وكان اطرافي تحاول أن تلملم ما تبقي من شظايا الجسد.
كم كانت الدموع حارة، وكأن شمعة تبكى، لان روحها قاربت على الافول، دست على صوتي كمكابح لا أريد لنحيب ان يجذب لي الذباب فالبكاء بصمت مثل أن يلف حبل المشنقة حول رقبتك معلنا ولو بخيالك إشارة النصر ،، أن كانت النهاية حتمية ولا مجال لاحتمالية تغير القدر لم الفزع ولم الاستجداء، ، كثيرا من مروا بمخيلتي بخيباتهم وارهاصات حياة بدت في الافق ،،تناسيت الموت فعشت مطنبا في أحلامي وكأنني استمرئ الركض وراء السراب ،،وتملكني رعب خفي مما سيحدث فلم يحدث شيء وعشت خائفا وجلا من حبل أفكاري فلم ينقطع الحبل ولم تغفر لي سكينتي اطنابا للضوضاء ،،تهت بين دهاليز الحب وفى متاهات الاحتضار كنت أئن حتى تبعثرت سنواتي العجاف كأوراق شجرة زارها فصل الخريف لكن في مقتبل العمر، وريث البؤس والشقاء انا كل فصول الربيع التي اتت لم تورق فيها أغصاني حتى أصبحت فكرة أن ازهر ضربا من الخيال تعدت الخطوب مراحل عدة فلم احدا بدأ من طلب الفناء،، إنني متأسف جدا على ما حدث في الماضي ومتأسف سلفا على ما سيحدث في المستقبل القريب منه والبعيد لم تعد علاقتي بالشمس حميمية غابت بمحض صدفتها ام غيبتها غيوم عابرة او شتاء زائر ام ليل مطبق لم أعد ابالى ،،هي أحداث غيرت مجرى الأيام فانقلبت تحت وطأة الألم مشاعر واحاسيس قد نال منها العصر الجليدي فتبلدت حتى بعد الغد ،، كم هو موجع أن تتنفس ولا تشعر وكأنك مصباح قد فارق فتيله الحياة ولم يعد يقوى الا على عكس النور الساقط على سطحه ،إننا منسوجون من ذات الخيط والذى نسجت منه أحلامنا، ،لكن لا توجد الأحلام إلا في مخيلة العابرين اما من يقيمون في دمن الاوجاع يستبشرون بمن قاربت روحه على الخلاص ويزغردون بمن فارقت روحه ذاك الجسد ويقيمون لمن قضي الاعراس وتزغرد النسوة مصطبغات ناكشات الشعر يرتدين افخر الثياب متزينات متبرجات متعطرات حد الثمالة ،،أربعون ليلة من ….الاحتفاء بالرحيل وكان الرحيل ليس إلا ايذانا بانتهاء الشقاء .!!!د اشرف ميلاد