متابعات

انطلاق أعمال المؤتمر العلمي الدولي الأول للثقافات المحلية في مدينة غريان

الطيوب

المؤتمر العلمي الدولي الأول للثقافات المحلية -مدينة غريان

نظمت وزارة الثقافة والتنمية المعرفية باشراف مكتب الثقافة غريان يوميّ الثلاثاء والأربعاء 22 و23 من شهر يونيو الجاري 2021م، المؤتمر العلمي الدولي الأول للثقافات المحلية في ظل المتغيرات الحالية، تحت شعار(معًا من أجل ثقافة تجمعنا)، على مسرح كلية العلوم بجامعة غريان وذلك بمشاركة واسعة لمجموعة من البُحّاث والأكاديميين الليبيين والعرب اللذين شاركوا بورقات علمية متنوعة.

وقد تخلل البرنامج العام لليوم الأول للمؤتمر العديد من كلمات الترحيب والإحتفاء بانطلاق النسخة الأولى لأعمال المؤتمر، وأستهلت جلسة الإفتتاح بتلاوة من آيات الذكر الحكيم بصوت القارئ الطفل “أيوب فتحي عريبي” أعقب ذلك وقفة للنشيد الوطني، وألقى كلمة الإفتتاح الدكتور “محمد إبراهيم غومة” رئيس المؤتمر تلته كلمة للدكتور “جمال الزوي” نائب رئيس المؤتمر إذ أكدا من خلال كلتمهما على شركهما وحسن تقديرهما للحضور وللمشاركين في المؤتمر.

أعمال اليوم الأول، أقيمت الجلسة العلمية الأولى على تمام الساعة الخامسة مساءً وأدارها الدكتور “محمود عمر عيسى” والأستاذ “ميلود علي دلعوب” مقررًا، وشارك بالورقة العلمية الأولى الدكتور “عبد الله عبد الحميد بن سويد” عنوانها (التنوع الثقافي كل مركب لتشكيل الهوية الثقافية للجميع) وشرح المبحث التباين ما بين الثقافة والتنمية المعرفية والعلاقة الجامعة بينهما وحدد أليات الإصلاح في رأس المال المعرفي الذي يشتمل على ركائز هامة كحرية التعبير والنقد الواعي والبنّاء وتكافؤ الفرص والسلم الأهلي وما نحو ذلك، تلته مشاركة الدكتور” ياسر محمد عزب حشكيل” بورقة بحثية عنوانها(سيكولوجية الصراع وتعزيز ثقافة قبول الآخر..رؤية نفسية) وتناول فيها العمليات الإجتماعية التي ينهض بها الأفراد في طبيعتها ومظهرها وما تؤول إليه غالبًا من صراع وتفكك ومنها أيضًا ما يؤدي للتعاون والتكامل الإجتماعي ويرى الباحث بأن التعاطي الإيجابي مع صراع داخل الفرد المتمثل في اكتسابه للمهارات شخصية في ظل ما يشهده المجتمع الليبي من نزاع متباين ويهدف الباحث من خلال ورقته للوقوف على فلسفة وسيكولوجية الصراع وكيفية قبول الآخر على قاعدة أن الحياة تسع الجميع، وورقة بحثية أخرى شارك بها الدكتور” إبراهيم النوري سالم السليني” بعنوان(مكونات المجتمع الليبي والقاسم المشترك بينهما(العرب الطوارق أنموذجًا)،بالإضافة لمداخلتين من الدكتور” أبو القاسم صميدة” والدكتور “ميلود صقر”.

أعمال اليوم الثاني، أقيمت الجلسة العلمية الأولى على تمام الساعة العاشرة صباحًا، وأدار الجلسة الدكتور “مصطفى سالم حبلوص” والدكتور”علي فرحات” مقررًا ، شارك فيها الدكتور “عثمان المحيشي” بورقة بحث عنوانها (دور الأسرة الثقافي)وتناول أهمية التكوين الثقافي للفرد داخل النسيج الأسري من حيث التأسيس المادي والثقافي مضيفًا بأن ثمة علاقة مباشرة بين الأسرة والدولة على قاعدة أن الأسرة دولة صغيرة والصلة الطردية بين الأسرة والدولة مركزًا في ورقته على الوعي من خلال سلامة الأفراد في وعيهم وتفكيرهم وأورد ثلاثة نقاط أساسية، نشأة الأسرة وتطورها والنظام الذي يحكم الجماعة والأفراد وزعامة المجموعة.

وشارك في الجلسة العلمية الثانية الدكتور “عبد المطلب أبو سالم” بورقة بحثية بعنوان(المورسكيون وتراثهم الأندلسي في ليبيا)وأستعرض على الشاشة تمهيد بانورامي لخصت محطات فتح الأندلس وإمتداداتها الطبيعية لفتوحات شمال إفريقيا ومساهمة الليبيون في فتح الأندلس وركز على النقطة المفصلية لفتح الأندلس وما شكلته تبعات ذلك من معطيات وضعت المسلمون في منزلة حضارية زاهرة، وعرّج على هجرات المورسكيون للأراضي الليبية وعرفهم بأنهم خليط بين العرب والأمازيغ والأسبان ذاكرًا أبرز أعلامهم والتأثيرات الحضارية للأندلس في ليبيا.


أعمال اليوم الثاني أقيمت الجلسة العلمية الثانية على تمام الساعة الثانية عشرة ظهرًا بمشاركة ورقة بحث ثنائية بين الأستاذة “مريم صالح غولة” والدكتورة “نرجس سويسي” عنوانها (الروابط المشتركة لبعض الموروثات الثقافية لدول المغرب العربي ودورها في التنمية السياحية) وأشارت الورقة لمصطلح المغرب العربي ودلالته الجغرافية مرورًا بفهوم التراث وتشعباته المادية واللامادية فضلاً عن القواسم الثقافية المشتركة لبلدان شمال إفريقيا في الأزياء والمطبخ والصناعات التقليدية، وشاركت الباحثة الأستاذة “إلهام الحاج” بورقة بحثية عنوانها (دور مواقع التواصل الإجتماعي في نشر الوعي الثقافي)، وأضاء المبحث على ما وصل إليه العالم من تطورات تقنية أحدثت نقلة نوعية على كل الأصعد وأوضحت بأن وسائط التواصل الإجتماعي حققت نجاحًا كبيرًا في التواصل السريع بين الأفراد والجماعات وركز المبحث على مسألة الإشاعات التي وجدت في وسائط التواصل الإجتماعي بيئة خصبة للتنامي ، كذلك شارك الأستاذ “أحمد الشتاوة” بورقة بحث عنونها بــ(تأثير الحداثة على ثقافة طلبة الجامعات)، وذلك في ضوء استبيان استهدف شريحة كبيرة من طلبة الجامعة طرحت عليهم عدة أسئلة حول أثر الحداثة في البيئة الجامعية ومدى تأثيرها على خصوصية الثقافة المحلية، كذلك شاركت الكاتبة والباحثة “أحلام المهدي أبوكتيف” بمداخلة تعرّضت فيها للتكوين الثقافي لليبيا وأثره الكبير ودور المكان في البناء السيكولوجي للإنسان علاوة على مكونات الشخصية الليبية ومداخلة للدكتور “محمود عمر” والدكتور “عبد الحميد الحكيمي”

أعمال اليوم الثاني الجلسة العلمية الثالثة أقيمت على تمام الساعة الخامسة مساءً، شارك فيها الأستاذ”هشام محمد سعد” بورقة بحثية بعنوان(التنوع الثقافي ودوره في بناء الفرد والمجتمع) تلته مشاركة للدكتور “عبد الله محمد شكرو” بورقة بحثية بعنوان (الثقافات المحلية بمنطقة درج بين المحافظة والحداثة) وتطرق المبحث للثقافة كمفهوم واسع يتضمن جميع مظاهر وأساليب الحياة بكافة جوانبها الفكرية والمادية وسلط الباحث الضوء على الأنشطة والملامح الثقافية لمدينة درج وقدمت ورقة بحثية شارك بها الباحث “إمراجع عطية السحاتي” بعنوان(الأغنية الشعبية الليبية ودورها في إثراء الهوية الثقافية الليبية)حيث استعرض في معرض مبحثه دور الغناء في التعبير عن المشاعر والأحاسيس داخل الإنسان باعتباره أحد أدوات التعبير الفعلي التلقائي في حياته كما عرّف مفهوم الهُوية الثقافية ومقوماته وتناول المكونات الأساسية للأغنية الليبية مضيئًا على عناصرها اللغوية المتنوعة مثل العربية والأمازيغية التارقية والتباوية، تلته مشاركة لورقة علمية ثنائية بعنوان(الثقافات العربية بين الأصالة والمعاصرة) للدكتور “علي طالب” و”عبد الوهاب باشا” ومشاركة للباحثة “عائشة التاورغي” بورقة علمية بعنوان (تصور مقترح من منظور تنمية المجتمع المحلي” ورأى المبحث أن الأساليب الفعالة لبناء العلاقات بين البشر هو الحوار وقبول الآخر على قاعدة أن الإنسان فطر على العيش مع الجماعة وواصل المبحث التأكيد على نشر ثقافة الحوار داخل المجتمع الواحد خدمة للفرد والجماعة فالحوار ضرورة إنسانية وحضارية تمكن من مواجهة تحديات العصر وأعداء الإنسانية جمعاء.

وشاركت الأستاذة الجزائرية “فاطمة إدريس الأجمل” بورقة علمية عنوانها(دور الأسرة والمؤسسات الإجتماعية الأخرى في التنشئة المحلية في المجتمع)وطرحت عبر مبحثها العلمي ما تشكله الثقافة العربية من منظومة قيميّة متكاملة تساهم في تعزيز دور اللغة العربية في نقل صورة دقيقة عن الشعوب العربية إلى الشعوب الأخرى وبيّنت بأن المجتمع أداة تواصل في المنظومة متتالية ومتعددة الأوجه كونها تحقق التعاقد الفكري الموضوعي كما أشارت لظهور مفهوم الثقافة التنظيمية مع مطلع الثمانينات حين أصبح لكل منظمة أو مؤسسة ثقافتها الخاصة، بالإضافة لمداخلة للدكتور التونسي “فتحي بن معمر”.

وشارك الدكتور “إبراهيم النوري سالم السليني” بورقة بحثية عنوانها (مكونات المجتمع الليبي والقاسم المشترك بينها- العرب والطوارق أنموذجًا) ووجد الباحث بأن الشعوب ارتبطت بصلات عديدة على إمتداد العصور والحقب والعلاقات كانت تنشأ بين القبائل والأمم بناء على واقعها الذي تعيشه الذي يتأرجح ما بين والوئام والوصال والتقارب ويهدف المبحث للغوص في التاريخ ودراسته جيدًا واستحضار تجربة الماضي فالعلاقة بين العرب والطوارق لطالما ارتبطوا بقواسم مشتركة تاريخية وثقافية وجغرافية ضمنت لهما بيئة سوية للتعايش.

وفي إطار أعمال المؤتمر حلّ وفد من مركز دراسات الشرق الأوسط التركي ضيفًا، وأكد المتحدث باسم الوفد أثناء كلمته على عمق الصلات التاريخية والثقافية والدينية والإجتماعية بين المجتمعين الليبي والتركي وبأنه سيكون هناك تعاون بين الطرفين في المجال الأكاديمي والبحثي وستقدم خطط وبرامج عمل بالخصوص.

كما إلتقينا على هامش أعمال المؤتمر برئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور “الفيتوري قرزة” الذي حدثنا عن الرسالة التي يريد القائمون على المؤتمر إيصالها وهي ضرورة أن تجمع الثقافة الليبيين مؤكدًا على أهمية الإعتناء بالجانب الثقافي لصنع مجتمع ثقافي لتخطي المرحلة الراهنة لمواجهة تحديات العصر وشدد على تركيز الإهتمام بمؤسسات المجتمع وعلى رأسها الأسرة لنشأة طفل واعٍ وأب وأمي واعيين مثقفين.

في ختام أعمال المؤتمر ألقى الأستاذ” المختار بن يونس” والأستاذ”ميلود دلعوب” كلمتيّ البرنامج الختامي أعقبها قراءة لجملة من التوصيات من بينهما تشجيع وتحفيز الدراسات العلمية على التراث وتجمعيه وتحقيق ملامحه عبر التاريخ لحمايته من التلاشي والنسيان والإشارة لتوصية البحاث إلى أن يعقد المؤتمر بصورة سنوية، ختامًا تم توزيع عدد من الدروع وشهادات التقدير والتكريم ممن ساهموا في إنجاح المؤتمر من موظفيّ مكتب الثقافة في غريان والمشاركين في أعمال المؤتمر ومجموعة من الإعلاميين والصحفيين ورجال الأمن والشرطة بالمدينة.

مقالات ذات علاقة

الشاعرة هناء المريض والشاعر عمر عبد الدائم يتألقان على منبر السعداوي

المشرف العام

مركز المحفوظات يستضيف محاضرة عن تطبيقات علم الآثار الوقائي

مهنّد سليمان

«ميادين»: بين بلاهة العالم وطفولة الليبيين

المشرف العام

اترك تعليق