علي الشريف
أجلس يا حبيبتي ككل ليلة
في حديقة بيتنا الصغير
وأشاهد وردتنا الدمشقية
تذبل وتنسلخ أوراقها عنها
كانسلاخي عن هذه الأرض
فهل هذي علامة ماورائية تنبأني بموتي هنا؟
ام هو إنذار آخرٌ للرحيل قبل فوات الفوت؟
لكن كيف الرحيل؟
وشمسنا المراكشية قد صبغت جلودنا
بلون ترابنا الأحمر
وكيف لنا أن نخلع “الشنة” الحمراء كلون دمائنا
ونرتدي قبعات ال “غوتشي”
كيف لنا ان نحفظ قصائد نيرودا؟
وقد تمكنا من فهم “غناوة العلم”
وكيف لي أن أقنع غلاظة البدوي في داخلي
ان تستشعر الرقة في قصائد لوركا
وكيف أقنع يدي
أن لا تغطي تمثال “سبارتكوس” داعيةً له بالهداية
وكيف أمشي بحذائي
الذي يتنفس الأتربة والصخور
على أرصفة أوروبا اللامعة كعينيك؟
وكيف أقنع إمرؤ القيس أن ينسى ثاراته؟
وينزل عن سرج جواده ليركب قوارب “البندقية”
وكيف أنسج لكي من غيرة العربي في
“بيكيني” ترتديه على شواطئ “الريفييرا”
ألف “كيف” و “كيف” تمنعني عن الرحيل
وألف “لكن” يا حبيبتي تئدُنِي هنا