الطيوب
أقام منتدى بشير السعداوي الثقافي يوم الأربعاء الموافق 21 أبريل 2021م على تمام الساعة العاشرة مساءً محاضرة بعنوان (تراثنا بين مطرقة الجهل وسندان العبث) ألقاها الباحث الأثري “رمضان الشيباني” وذلك بحضور لفيف من المهتمين وذوي الشأن والإختصاص، وقد استهل الباحث محاضرته بسلسلة من العروض البانورامية على الشاشة التي استعرض من خلالها بالصور والأرقام حجم ما تتعرّض القطع والتماثيل الأثرية من نهب وتدمير في أكثر من موقع ومتحف تاريخي في ليبيا.
كما أشار لخارطة توزيع الآثار الليبية المنهوبة في أكثر من 70 مكان حول العالم، تم بيعها بالمزادات العلنية بواسطة شبكات التهريب والإتجار بالآثار، كذلك بيّن ما آلت إليه بعض المواقع التاريخية لاسيّما في جنوب ليبيا من عبث وتشويه طال الرسومات والنقوش القديمة والتي يرجع تاريخ بعضها لأكثر من 15 ألف عام ونيِّف مثل الموجودة في وداي متخندوش وكهوف جبال تادرارت وتاسيلي مبديًا شديد استغرابه من غياب أي دور فاعل لمصلحة الآثار الليبية إزاء كل هذه الإنتهاكات الجسيمة.
ومن جهة أخرى أوضح الشيباني عن عدم تواصل مصلحة الآثار الليبية مع المؤسسات والمنظمات الدولية كالمجلس العربي للمتاحف والمجلس الدولي والأنتربول للمطالبة بإعادة استرجاع القطع الأثرية المسروقة منوهًا لخطورة تفشي ظاهرة الأسواق السوداء لبيع وشراء الآثار والتماثيل القديمة عبر وسائط التواصل الإجتماعي، وفي سياق متصل أشاد ببعض الجهود الذاتية التي يضطلع بها بعض شباب المناطق على مستوى ليبيا في إعادة ترميم المباني التاريخية العتيقة وإحيائها من جديد.
فضلاً عن ذلك أكد على احتياج التراث لبيئة سياسية وثقافية وإجتماعية سويّة إضافة لتوفر النواحي الإدارية والقانونية الملائمة لخلق مناخ صحي، وقد تطرّق لمسألة الإشتغال على الوعي المجتمعي بحساسية المواقع الأثرية على مختلف الصُعد وكيفية الحرص والمحافظة عليها لما تمثله من موروث ثقافي بالغ الأهمية، وفي المقابل مراقبة حركة زوار السياحة المقننة وتسييج المواقع والمناطق التراثية وإنشاء لوحات ولافتات إرشادية، وشدد على ضرورة تشجيع المؤسسات التراثية على تطوير سياسات حماية الموروث الثقافي بإشراك المجتمع المحلي والأهلي للإستفادة من وجود التراث.
