استبرق طارق
هُوَ ليسَ بمُحمَّدٍ يا عزيزتي كي تثقي بهِ كلُّ هذهِ الثقة، هُوَ ليس بمحمدٍ كي يكون كلً كلامهُ أحاديثًا شريفة، هُوَ ليسَ بمحمدٍ يا عزيزتي كي يفِي بجميع وعودهُ التي ألقاها على مسامع قلبكِ يوماً.
لن يكون محمداً فقط لأنهُ اتّخذكِ صديقةً وشكىٰ لكِ همومه؛ قد يكون هذا فقط لأنكِ ألححتِ عليه بأن يُخرِج ما بصدره لكِ علّهُ يُخفّف ذلِكَ عنه.
هُوَ ليس بمحمدٍ كي تُعظّمينهُ كثيرًا ولا يلهج لسانكِ إلا بذكره!
هُوَ ليس بمحمدٍ يا عزيزتي!
لو كان كـَ محمدًا -عليهِ الصلاةُ والسلام- لما جعلكِ تهمسينَ حرفًا في غيرِ حلال، لما جعلكِ تسهرين طوال الليل وتغرقين معهُ في أحاديث ليست ذات قيمة، لما جعلكِ تخوضين معه في علاقةٍ حرّمها الله، كان سيصُونكِ كإحدى بناته، سيخافُ عليكِ من عتيدٍ قد يُسعِدَهُ أن يكتُب في صحيفتكِ ذنبًا، سيخاف أن تُقبَض روحكِ وأنتِ غارقة في معصية.
لو كان كـَ محمداً لكان غضّ بصرُه وقاوم شهواته إلىٰ أن تكوني حلاله ويكون ما بينكُما واضحًا أمام الجميع كبزوغ الشمس.
لـَ أستقام واهتدىٰ للطريقِ الحق وطلبكِ من الله بين دمعةً وسجدة.
لو كانَ كـَ محمداً لـَ قاوم موجة الانحراف التي تحُوم حوله وتمسّك بشراع سفينة حُب الله وإتّباع ما يُرضِيه وإجتناب ما يُغضبه إلىٰ أن يصِل إلىٰ شطّك الذي -بإذن الله- سيمضي بهِ إلىٰ رِمال الجنة.
وأعلمي يا عزيزتي، بأنّ من يُحبكِ حقاً لن يدعُكِ تُدمنينَ وجوده ثم يُدمي قلبكِ بانقطاع حبلُ وِصاله.
وأُذكركِ قبل أن أنسىٰ:
الذكور كثيرون في بلادنا فلا تنخدعي بمظهره ولِحيته وكلامه الذي يُقطّر عسلاً، ولا يجذُبكِ إصراره علىٰ اقتحام حياتكِ بحُجة أنه ” أَحَبَّكِ “!
فمن يُحِبّ يا رفيقتي طَرَقَ الباب ودَخَلَ صدرُ البيت ليتنافس مع أبيكِ علىٰ إسعادكِ -بما يُرضي الله-. وتيقّني أن في العالم الحقيقيّ أو الافتراضي قد تُقابلي أشباه رجالٌ يُزيّفونَ الحب ويُلطّخونه بأشباه مشاعر!