(السِهام شراهة الأقواس)
إلى الصبّارة العطشى
جفَّ نهر الجن قبل حوْلِ الحصاد، نهدةُ ضوعٍ فسيفسائي الانزياحات، لا تفاهة هنا ولا مكان للازدراء، قطرة يأسٍ معول حياة، رِهابٌ صخري مُسنّنُ الأشباح، أكاكوس هوسُ العراء، يحلّقُ طائرٌ عجائبي في قبرعون، خصر التجاعيد مائلٌ فوق سطحٍ رملي، غادر الضوء سرادق الدراويش، تجاويف الأزمنة، ينابيع حضارة انسانية، ملحمة لا نهائية، دشّنت مآدب للريح في موطن الحصى ورمل الشمس، لامست أصابعه النحاسية، أثداء الغيم الهلامية، شاخ الصبّار الرخو وتفتّق الفِطْر من بين مفاصل الصوّان، انتفخت أشداق الراعي بلوثة العويل وتغضّنت ملامح الذاكرة المتوحّشة، تصدّع اليباس الأزلي فوق تعرجات زئبقية سائلة، تسكب لزوجتها في تغور المخاض الفيزيائي، المتاهة عتمة الطين والعوسج الشوكي يلوّن ظهر الحرباء وظلّها المائي ثلاثي الأبعاد، نزف من عمودها الفقري دمٌ صدئ، أحرق أودية الدخان قبل أن تتبخّر هياكل التنين البلّوري، أمعنت الفلاة في العطش وتقطّع حبل الصحراء السُري وانثال الموت محموماً وتوغّلت ارهاصات الفجائع العظيمة كذبالةِ الضوء عند آخِر الاحتدام عند قيظ الجلجلة.