لا شيء
اشدُ حزناً من مطر الخريف
المضمخ بعطر آهات السكارى
والغانيات عند غسق الغناء
لا شيء
أشدُ فرحاً من درويش
يدخل حانة لأول مرة
معبأ بالظمأ في شتاءٍ باذخ الوجع
ممطر النبيذ!
لا شيء أمتع
من قبلةٍ تعزفها الريح
في ليلٍ يعوي بالنبيذ
وبالمطر
:
كان وحيداً
كطائرٍ ذبيح على وسادةٍ
مبللة بدم الغزلان..
اشعت الفرح
كنجمةٍ علقت بحتها
بين غيمتين و مضت..
كان بوسعه أن يحلم
بشيءٍ يتناسب وخيالاته المُهملة
في عزلتهِ الباردة
أن يتعلم فن الخراب
على ارائك الليل المعتقة
بالأناشيد المبحوحة
قبل أن يبدأ
في رسم الفراشات الباهتة
على أشجار اللوز
أن يقلل
من شُرب الفودكا المغشوشة
حين يراوده النشاز
امام جرته المجنونة بالنبيذ
كان بوسعه
أن يقول لها احبكِ يا صغيرتي
كما أحب الربيع والصيف
رغم انه يحب الخريف وركوب الأمواج
في الشتاء كثيراً
كان الأجدر
أن يرمم الأكاذيب اللامعة
والأحلام الخائبة ولو بشمعةٍ
مهيضة الجناح
على نوافذ العتمة
كان بوسعه
أن يكون كدرويشٍ
من نعناع
كطفلٍ يلهو
عارياً تحت المطر
كان بوسعه
أن يكون كل شيء
ما عدا أن يكون شاعراً
صوته يشبه عواء كمنجة
في ليلٍ بلا نبيذ!
12 / يونيو .. حزيران / 2020