… متى تشرق الشمس لأسعد برؤيتك يا ظلي؟ افتقدتك.. تتحرّك أمامي وخلفي.. أنا لا أطيق العيش لحظة واحدة بلا ظلي.. لماذا لا يبالي الناس بظلالهم؟ الظل هو الرفيق الأبدي.. منذ لحظة الميلاد إلى دخول القبر.. عدم الاهتمام بظلالنا هو من باب سوء الصحبة.. يبدو هذا الليل أبديًّا.. وهو بلا قمر.. القمر ـ في أحسن الأحوال ـ يجعل الظلال باهتة.. الليل ظل كبير.. تخضع له كل الظلال.. مهيمن ككل كبير! دائماً هناك كبار.. وهم ـ غالباً ـ لصوص.. لماذا لا أشعل شمعة؟ أين أجدها في هذا الظلام الدامس.. الشمعة تتعثر بها نهاراً.. وحين يأتي الليل لا تجدها.. في النهار كانت على الرفّ.. ولكن أين الرفّ؟ ما هذا الشيء الذي انكسر؟ ها هي.. تلمستها.. نصف شمعة.. وااااو.. أخيراً وجدتك يا ظلي.. سأضع الشمعة على الأرض.. ها أنت تنطرح على البلاط.. تصعد متعرجاً مع الجدار.. تنكسر في الزاوية.. رأسي في السقف.. كثير من الناس يفعلون هذا.. يصنعون ظلالاً ببعض ألاعيب الضوء.. الظل يمنحني فرصة لتغيير شكلي.. سأرفع الشمعة.. أنفي يستطيل.. هاهاها… أنت لا تشبهني.. أنت تُخيفني.. كثيرون لا تشبههم ظلالهم! أبتعدُ عن الشمعة.. لالا.. ظلي يتقلص.. أقف فوقها.. أقف على رِجل واحدة.. على رأسي.. الفقهاء يقولون بأن هذا غير جائز.. يا لَلفقهاء الذين يحشرون أنوفهم حتى بين المرء ورأسه!! الشمعة تذوب.. تذوب.. متى تشرق الشمس لأسعد برؤيتك يا ظلي؟ هل أسمع أحد الحمقى ينعتني بالمغرور العاشق لظله؟!