قصة

مقالة حب

من أعمال الفنان محمد الشريف.


بعد الفراق بشهرين أقبَل صحفي لمنزلي وقدم لى عبارات التعزية والمواساة، أخبرني أنه من صحيفة السلام ويريد عمل لقاء معي تكريماً لمسيرة زوجتي الكاتبة (ريم جابر)، فهي كانت أحد الأسماء البارزة في القرن العشرين، ومن ثم بدأ في استجوابي لنشر قصة عمر دام بها وتوقف معها.

رأتني للمرة الاولى، في معرض دمشق الدولي لاحظت وجودي أخيراً بعد كل المحاولات للفت انتباهها، فقد كنت أزور المعرض يوميا حتى أرى لمعان عيناها عند توقيع أول رواية لها.
درسنا الأدب العربي بجامعة دمشق، كانت تحيطها نظراتي طيلة أيام الدراسة وفي الإجازات أجلس قبالة شرفتها.
اعترفت لها بحبي في تلك الليلة واحتفلنا معاً بنجاحها. تزوجنا في الثاني من نوفمبر 1954 أنجبنا ثلاث حبات من ثمار الحب، الحبة الاولى كانت (ريـم)، نعم تيمنا باسمها إنها شِيَم العشاق يا بني، وجميلتي (حـرف) كانت ثاني أفراحنا، وأخيراً المدللة (حـياة)، اخترت لها هذا الاسم والدتها وأخبرتني حتى تحب الحياة من بعدي.

خاضت معي معارك العشرين، وأفراح الثلاثين، وإخلاص الاربعين، وعشق الخمسين، وتجاعيد الستين. قابلنا الوجع في الخمس سنوات بعد الستين، وها أنا أكمل أخر سطور قصتي بدونها فلا طاب العمر إلا بها. 

وفى الختام سألني:
– كيف استمر زواجكم لـ65 عاماً؟
‏فأجبته: نحن جيل يصلح الانكسارات ولا يرميها.
 

مقالات ذات علاقة

مـاكياطة بالزعـتر

محمد العنيزي

فزّاعة

عبدالسلام سنان

الكسوة البرتقالية

عزة المقهور

اترك تعليق