كان الوطن مأزقًا كبيراً مثل معتقل
و هدنةً صغيرةً مثل منفى..
إلى أن نبأني الفضاء الأزرق
بصداقتنا القديمة جداً
منذ قدم اللغة في الرسالات الورقية وكراسات التعبير…
إلى “سيريوس “الذي أنار شمال فلكي..
إلى قلب يقضم الحروف بأسنان لبنية..
سأغني ببحة اليمامات النازحات
خلف الجبال..
وستعبر الكمنحات بنا أرصفة الحنين والحزن..
و… سأكتب
سأكتب في أقل صورة
أبسط دهشة ممكنة …
كـــــ رائحة سائغة
من جسد مولود بكر
عندما التصقت
بشفتيك وأنت تلقنه الشهادة..
كـــــ نكهة أحمر شفاه في ريقك
عند أول رسالة
من تلميذة مراهقة
تعثرت بها في جيبك
مختومة بقبلة..
كـــــ رشاقة حروف
أسمك وهي تنساب
من فم امرأة تحبها..
كـــــ زقزقة عذبة
على نافذة في حي
نام البارحة
على صرير دبابة..
كــــ لذة عناق عاشقين
بعد الفراق..
كـــــ نسيم أزهار
الليمون البلدي
في فصل الربيع..
كـــــ لذعة العنب الأخضر
في فمك قبل القطاف..
كـــــ لدغة رمال
صحرائنا منتصف النهار..
كـــــ بكاء الأمواج وقت الغروب..
كـــــ إيناس النجوم
في القرى ساعة السحر..
كـــــ ألوان الدفء
على بنايات المدن
لحظة الشروق..
كـــــ رذاذة ناعمة
من تراب الوطن
على أجبنة المهاجرين..
سأكتب عن
رقصة ظليّنا
وطراوة أصابعنا
حين تشابكت
ونسجت من خيوط
الشمس قاربا سحريا
يطير في أفقيّن
إلى أسفار بعيدة..
و لن أكتب عن شيءٍ آخر.
المنشور السابق
المنشور التالي
هدى الغول
هدى عيسى الغول.
مواليد مدينة درنة 1979.
بكالوريوس اقتصادجامعة عمر المختار/درنة/عام 2003.
معلمة لدى وزارة التربية والتعليم الليبية.
نشرت لها أبحاث ومقالات عن الاقتصاد الليبي في عدة صحف ومواقع دولية في عام2017.
_في مطلع عام2018 حصلت قصة لها بعنوان (عارٍ) على المركز الأول على مستوى ليبيا في مسابقة الققج عن موقع منبر الأدب الليبي والعربي والعالمي. نشرت إثرها في صحيفة فسانيا الدولية الورقية والالكترونية.
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك