لا جدوَى مِنْ مِعطفِي الأنيق ..
الذي اشتريته مِن فترينات روما ..
لا جدوى ..
مِن عطريَ الباريسي الفاخر ..
الذي أرُشُّ به جسدي المُتشقّق
بدويٌّ أنا ..
ما زِلْتُ أحسِبُ الوقتَ بصيحات شياهِي ..
بمساراتِ الظِّلِّ .. والنَّجمِ ..
رُغم أنفَ ساعتي السويسرية الدقيقة
ورُغم الرُزنامة ..
التي اهدتنِي إيّاها حبيبتي المتمدِّنة
بدوِيٌّ ..
وأنا أُعاقِرُ كأسَ خَمر اسكتلندي ..
فَيغلِبُ شهوتي حليبُ ناقة عجفاء ..
وأنا أستمعُ لإحدى سمفونيات بيتهوفن ..
فَيتمرّدُ بأعماقي خِوارُ بقراتِي ..
ويُذَكِّرُني بِأَنْيَابِي !! ..
عِواءُ الذئاب الآتي من بواباتِ الليلِ
بدويٌّ أنا ..
مازلتُ أُمارسُ غيرتي الحمقاء ..
على فتاةٍ عابِرةٍ ..
ينظر إليها بشغفٍ ..
ذِلكَ الشَّابُ المتهوّر
بَدوِيٌّ حدَّ الثمالةِ ..
أَحمل فوق ظهرِي بقايا خيمتي المُرتقةِ ..
وأنا أنظرُ إلى ناطحةَ سحابٍ ..
فِي كوالالمبور ..
أو دُبيٍّ ..
وأُخبئُ بعنُقي عنقودَ تمائمَ ..
جلبتها أُمّي مِنْ درويشٍ صوفيٍّ ..
لا جدْوىَ ..
فمازلتُ بلكنتي الخشنة ..
أنطقُ بضع كلمات تعلمتهَا من لغاتٍ أخرى
ومازلتُ جلفاً ..
وأنا أُقبّل بِضرَاوَةٍ أُنثىَ فوق احتمالِي
وأُعاملها .. بعنجهيّة الصخور
بدوِيٌّ وأنا أكتبُ القصيدة ..
وأنا أُلقيها فِي أُذُن مراياي ..
وكأنّي أمسكتُ الذئبِ مِن ذيله !! ..
وكأنّي ..
صعدتَ بحروفها إلى القمرِ
بدوِيُّ حدَّ الفضاضة ..
وأنا أغارُ مِن قصيدةٍ لنزارٍ .. أو درويش ..
وأُقسِمُ للملأ ..
أنها راودتني قبلهم .. لكنّي خشيتُ الله !!
وأنّي كفّرتُ ديكارت ..
ونيتشه ..
ولعنتُ وجودَهم
وأحرقتُ كل ما قرأتُ لهم ..
وكرِهتُ ابن خلدون ..
لأنّه صوّر في مقدمته الملعونة ..
ملامحي بكل تلك الدقة
بدَوِيٌّ ..
وأنا أُغازلُ بنات المدينة الصغيرات ..
وألتهِمُ لحم أجسادِهنَّ الطريَة ..
بعينيَّ النهمتين ..
بدوِيٌّ حدَّ الوجعِ ..
وذَاكِرَتُي الْسَّمكِيَّةُ تَجْعَلُنِي فَرِيسَةً لِلْشِّبَاكِ ..
مَرْة ..
واثْنَتِينِ ..
وأَلْف !! ..
وأَنْا أُطْعِمُ مِنْ كَفَّيَّ حَمَامَةً خَائِنَةً ..
وأَنْا أتَظَلَّلُ بِغِيمَةٍ عَابِرِةٍ
بَدَويٌّ ..
وبَسِيطٌ جِدَّاً ..
وأنا أَظُنُّ أنَّ الْشَّمْسَ ..
لاَ تُشْرِقُ إلاَّ عَلىَ الأَبْرَارِ مِثلِي ..
وأَنَّ الْلَّهَ ..
رَبُّ البُسَطَاءِ وَحْدَهُمُ !!!! ..
المنشور السابق
المنشور التالي
فوزي الشلوي
فوزي الشلوي
مواليد قرية الأبرق.. من قرى الجبل الأخضر.
حاصل على بكالوريوس في التخطيط والإدارة.. يعمل بوزارة التعليم.
صدر له ديوان: تليقين بوفوضى محرابي.
مقالات ذات علاقة
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك