كانت تستمع لأصوات الرجال المنبعثة من “المربوعة”. كانت الكلمات المتناهية لسمعها محملة بأحاديث مختلفة، تارة تعارف متبادل بين المجتمعين، وتارة حول الوضع السياسي والاقتصادي. الأصوات ترتفع وتخفت حسب المواضيع المطروحة.
وحدها دون الاخريات، كانت منتبهة لما يحدث هناك، قلبها مرتجف، وحواسها مرتبكة بعد كل هذا الزمن، وبعد أن ظنت الأحلام لم تعد تزهر، ها هي تشم روائحها قريبة جدا، فوضى بحواسها من كم الأسئلة التي تطرق رأسها بعنف، لماذا الأن تذكرها بعد كل هذا الوقت؟ دون الأخريات عاش طيلة شبابه بالخارج تزوج وأنجب ثم عاد ليطلبها هي؟
لم يكن يعلم أنها كانت تراه من سنين فارسها، ولكن هذا الحلم غفى وطوته بحقيبتها الممتلئة بالذكرى، بعد رحيله وزواجه تعلقت بأول فرصة زواج أتـتها ولم تستمر، وهي ترتق ثقوب أوجاعها تفاجأت بوجوده لدى عودته أمام باب البيت، وكان لقاءً عابراً، لكنه لم يكن كذلك. ترجعها أصوات الرجال “بفضانيتها” للحاضر…
تحكي لي تفاصيل حكايتها ولديها “ابنة” الأن، تحدثني بأنه لايحق لنا مصادرة أحلامنا، لأننا لا نعلم مواعيدها…
المنشور التالي
كريمة حسين
كريمة محمد حسين.
بكالوريوس مكتبات ومعلومات - جامعة الفاتح.
صحفية وكاتبة.
عضوة برابطة الأدباء والكتاب.
عضوة بنقابة الصحفيين.
نشرت بالصحف والمجلات المحلية والعربية.
أعدت حلقات مرئية شملت اغلب فناني الحركة التشكيلية الليبية.
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك