نقاءٌ أزلي
كصحوِ الماء
كنذفِ الثلج
نهرُ الشغف الخالد
عرّابة النقاء والغناء
آذارية الوجود
إنها بِشارة السماء
الجليلة
تسْكنُ رقْراق النبض
كأنها الفردوس
تجدلُ ضفيرة الليْلك
تحرث
حقل الشمس
فوق سنابلها
يغني اليمام
هي ..
ظِلُّ التفاحة
أحتطبُ من عينيها
العسليّتيْن
غيْماتٍ وزنابق
وفخامة اللفتات
تُخبئُ وراء ملامحها
تقاسيم فرحةٍ خجولة
ونبؤة ألف حُزْنٍ
تحفرُ أخاديد
في عُنقِ السهر
بأحداقها تعشّشُ
نوارس الغناء
كلثْغةِ توتٍ
في شِفاهٍ غنوج
تدلّى الضوء من سواقيها
غيْمٌ برتقالي المطر
نعناع اللهفة
شراشف التلاوين
فوضى السهر
أصابع النعناع الأخضر
روحٌ مطرية الأحجيات
سكاكر الزعتر
وجَناتها القمر
اطلالتها ذاكرة نوافذ العمر
قديسة
تنتشلُ الخراب
عن صدري
تقاسمني كِسْرة
من ليلِ وكومة احتدام
كأنما مدينة من صخب
تُحْصي بصدري
خشخاش الشغف
تعدُّ حبّات التوت
الوارفة بفمي
تتشرّبني أنفاس الخُزامى
وريق القرنفل
أكتب غيرتها الشرسة
تنام على كتفي
كحمامة النسيان
تغْبطُ فوضاي
تثيرها رائحة سيجارة
آخر الصحو
وترشفُ بقايا
آخر الفنجان
