يبدو مضغ الطعام حتى الخمسة عشر مضغة قبل بلعة أمرا مملا للغاية ..وضع الملعقة جانبا لحين بلع اللقمة الممضوغه غاية في الارباك..شرب كوبين كبيرين من الماء تجعل شهيتي للاكل ضعيفة ..فلتذهب نصائح اخصائي التغذية إلى الجحيم.
رغم التذمر الا انني اتصرف برصانه مع تلك الملولة التي بداخلي..ارتشف قليلا من الماء وانا اجلس بإستقامة..امسك الملعقة من المنتصف واقوم بعد المضغات..واحد..اثنان..سبعه..اسرح بفكري..يمكن ان افكر وانا اتناول الاكل..ااو يا إللهي..خطر ببالي ان اكتب شيئا بخصوص هذا الامر..لقد تماديت في مضغ اللقمة ..هل بلعتها ..لا …لقد بلعت الفكرة..يلزمني ان اتناول ملعقة اخرى واجلب الفكرة من جديد..
سأبدا الان في العد …واحد ..اثنان…ثلاثة..اني ارى الافكار تتجمع كالغيم ..انها ستمطر فكرة ..لن ابلع اللقمة..سابالغ فالمضغ.
اظن ان العدد سبعة والعشرين عدد قياسي يقدر بثلاثون ثانية من المضغ ..كافية بان اجلب فيها المزيد من الافكار ..افكار يمكن هضمها دون ان ابلعها..يمكن ان تكون شيئا يؤكل او يقرأه الاخرون..يمكن ان تخرج بهيئة بالون علكة وردي اللون..يمكن لهكذا فكرة ان تبني بيتا..يمكنها ايضا ان تكون جودا ..ويمكنها ان تكون رصاصا و حربا..انتهيت من صحن الغداء للتو ورفعته ..ما ان وصلت به الي حوض غسيل الاواني حتى ادركت انني شعرت بالامتلاء قبل ان اتم كل الاكل ..ادركت فائدة مضغ الاكل حتى الخمسة عشر مضغة..اقصد حتى الخمسة عشرة فكرة..وفكرة.
أكتوبر 2017