شعر

هي وعاداتها

هي

سابحة في لازورد البحر

تلملم الأزرق في قارورة عينيها

تستنطق اللون

لتحكي لحبيبها كل الذي لا يباح.

هي

سابحة في عبق نسمة

تأتلق البحر

تخبيء في مسام الجسد،

كل الذي سيباح.

من عاداتها

أن تقول: صباح الورد للطائر الذي يتحدى هدير الوقت،

ويغرد فارشاً جناحيه مدىً أزرق لشمس يومٍ جميل.

تلحس بلسانها قطرات المطر العالقة بالنرجسة الناصعة البياض.

تتشمم عبق التراب الشبعان

وتصهل بالضحك حين يبتسم البحر.

تضم الصغار إلى قلبها

وتزرع في الليل دمعة،

حين لا ترى دفء الفصول في فراشها.

هي

ضاحكة من كل الذي كان

اتكأت جذع نخلة وبكت

خبأت (سوق الجمعة) في القلب،

توسد البحر ركبتها ونام.

من عاداتها

أن تؤثث يوماً آخر بكوب الحليب والشاي

تستنهض فراش طفولتها،

لتـفوح قهوة الأم العالقة في دخان الطابون

تهسهسها أساور الذهب،

فتتلمس تعاريج الزراقة،

كما لو أن هذا الوقت لها تنشده الأغنيات

ولا تخاف سيفه الذهب.

هي

غارقة في اتباكها

تلملم طرف رغباتها

تسأل الأزرق

لماذا أكون وحدي والكائنات لي؟.

من عاداتها

أن تربك أصدقاءها بوهج الألفة

ثم تنثني متلاشية في غيمة بعيدة

تعد الأنجم السابحة

تحلم أن تصادقها ذات يوم قريب.

12/1999

مقالات ذات علاقة

درنة

سالم العوكلي

أبحث عن أريكة..

مقبولة ارقيق

لم ينتهي مني بعد

هناء المريض

اترك تعليق