طيوب عربية

سؤال ملغوم … الصهر والكنة

الجدارية، من أعمال التشكيلية الليبية مريم الصيد
الجدارية، من أعمال التشكيلية الليبية مريم الصيد

أتابع على صفحات الفيس بوك موقع ينشر بين الحين والآخر أسئلة عصف ذهني أو قد يراها البعض أسئلة استفزازية بهدف الدعابة والتندر للتحريض على ردود تثير الضحك من أجل تغير الجو…

بالنسبة لي أتعاطا مع الكثير منها من باب أن أختبر صدقيتي مع نفسي وقدرتي على الإجابات العفوية التلقائية التي تحتوي شيء من النكتة على الرغم من أن الموضوعات التي تطرح أحيانا كثيرة لا تعنيني ولكن أجد في الاجابة عنها نوع من تقمص الحالة ..

اليوم تم طرح هذا السؤال  (هل من حق الزوجة أن ترفض خدمة أهل زوجها)؟

فكانت إجابتي نوع من ممارسة النقد الإعلامي ردا على هذا السؤال ومراميه الظاهرة والباطنة …

تعالوا نتفق معا هنا أننا لن نتناول بالنقد والتحليل طرف واحد بل سنأخذ طرفي العلاقة الكنة (زوجة الابن )  والصهر ( زوج الابنة )  .. 

مؤكدين على أنهم ليسا مجبرين لا قانونا ولا شرعا على خدمة أهل ازواجهم مهما كانت الاحوال والظروف.. 

ولكن لو نظرنا للموضوع على نحو   أنهما أعضاء جدد دخل كل واحد منهما على أسرة الاخر   من باب الاحتفاء   والفرحة والحبور والابتهاج   ليأخذوا مكانه ومكانته كعضو دائم في اسرهم الجديدة .

من هنا سيكون    لديهم عرفا واخلاقا ومروءة حقوقا واجبه على أهلهم الجدد لم ينص عليها لا تشريع ولا مشرع…

فهل سيقف الصهر متفرجا او يقصر اذا ما احتاجه اهل زوجته زوجته؟! 

أظن ان الرجل الحقيقي لن يفعل هذا مطلقا رغم انه غير مكلف كما اسلفنا .

وبالمقابل وكما هو حال الصهر نأتي لزوجة الابن فاذا كان زوجها بخدمة اهلها فهل من المنطق ان تكون ضيفة في بيت اهله؟!  وهذا من باب التقدير والاحترام ورد وتبادل الادوار حين كان هو ابن اهلها وهي ابنة اهله   …

أما الان فتعالوا الان نحلل نوع الخطاب في الادراج…

اولا:  أن مصطلح  (خدمة) هنا كما يظهر لنا هو مصطلح يثير   الحفيظة وفي باطنه الكثير من التحريض الخفي والانتقاص ممن تقوم بمساعدة اهل زوجها في شؤون المنزل وهذا يصنع حاجزا نفسيا قويا لدى الكثير من الصبايا ان تقوم بهذا الفعل فكاتب السؤال هنا   عزف على وتر الأنفة وحفظ الكرامة وعزة النفس فطريقة طرحه للسؤال كانت طريقة ملغومة .

اما لفظ  (رفضت) .. 

يظهر، من خلال اللفظ وكأنها (عركه) فيها شد وجذب…

فاذا كان هذا من رأيي أن عليها ان ترفض رفضا قطعا إن أجبرت على ذلك.

من جهة أخرى   إن المسألة ليست مسالة إكراه ولا هي هي خدمة انما هي احساس بالولاء والانتماء والمسؤولية المشتركة تجاه كيان واصبحت جزء اصيلا منه لها فيه ما لها وعليها ما عليها من أخذ وعطاء … وبالتأكيد لن ينقص من الكنة او الصهر شيء إن كانا بمثابة الابن الابنة عند اهلهم الجدد.. 

والله من وراء القصد

مقالات ذات علاقة

تحت شعار الفلسفة والعالم المعيش انطلاق أولى فعاليات مؤتمر الفجيرة الدولي للفلسفة

المشرف العام

أنا حرّةٌ

سامر سالم أحمد (سوريا)

طريق النحل اليافع

إشبيليا الجبوري (العراق)

اترك تعليق