صفية الفرجاني
في مكانها دالية العنب
يا جدتي
في مكانها عباءة العائلة
يا جدي
في مكانه بيتكم العامر بالخراب
في ذات المدينة نعيش
وفي ذات المدينة نقاوم الموت..
في ذات المقبرة قبر جدتي يا جدي
تسكنانها معا
في ذات التراب طمرناكما
وفي ذات المكان طمرنا أحلامنا
لتنبت دالية العنب فوق ثراكما الطاهر
في بيتنا تتدلى شجرة العنب التي زرعتها يا جدتي
كانت ذات يوم صغيرة وغضة مثلي
هشة تحاول التسلق لتعيش بسلام
اليوم صارت كبيرة عنيدة تكافح بقوة
لتمتد عروقها المثقلة بالوجع
فتعطي ثمارا شهية وتظل كل البيت بذكراكما
إنني أذكرك يا جدتي كلما جلست تحت ظل الدالية
اسمع صوتك في حفيفها يا جدتي
وحبك الحاني لا زال يلفنا كأغصانها التي
تفترش السماء
كم افتقدك يا جدتي
أحمر قاني عنب الدالية كفرملتك يا جدي
التي تحمل أطايب الحلوى والهدايا
التي خصصتني بها ذات يوم يا جدي
كم من هدية حملتها بجيوبك العامرة بالخير
حتى بعدما رحلت يا جدي
ما زالت تتدلى شجرة العنب
في بيتكم
لكننا منعنا من الدخول
بيتكم المفتوح
مقفل لانتهاء الغرض
والبحر ذاته يا جدتي
ما عادت توصلني أمواجه إليك
والسماء ذاتها يا جدي
ما عادت تغطي التعب
جدران بيتك الهرم
تغني
ضاع مني المفتاح
في قبر أحدكم
وماتت الأحاديث الدافئة
وحبست في عينيكما
فلمن تثمر شجرة الدار؟
ولمن يتدلى العنب من الدالية ؟
اللهم إني أسألك أن ترحم جدي وجدتي
وتسكنهما فسيح جناتك
و
أسألك الرحمة والمغفرة لكل موتانا
3/8/2022
