متابعات

يوسف الغرياني يفتح جعبة الدفاتر القديمة

أمسية في الفن والثقافة بعنوان (حكايات في دفاتر قديمة)

وسط حضور نخبوي لافت احتضن فضاء محمود بي للثقافة أمسية خاصة برعاية جهاز إدارة المدينة القديمة طرابلس أحياها الفنان الليبي “يوسف الغرياني”، والأمسية التي حملت عنوان (حكايات في دفاتر قديمة) قدمها وأدارها كل من :- الباحث “مصطفى حقيِّة”، و”أمل بن ساسي”، وذلك مساء يوم الأحد 14 من شهر يوليو الجاري ضمن الفعاليات الثقافية لجهاز المدينة القديمة.

مناطق الحنين الدافئة
وعلى الأنغام الفنية العريقة استهل الفنان “يوسف الغرياني” حديثه الذي راعي من خلاله المزاوجة ما بين الحكاية والطرافة والنادرة ليتخللها من حين إلى آخر بعض الومضات الحضارية، ومضى الغرياني بالحضور إلى عمق المناطق الدافئة في أغوار تاريخ الأماكن وخصائص الشخصيات المؤثرة في مجريات واقع ذاك الزمن لاسيما المغمورة منها حيث حاول الغرياني طوال الأمسية أن يُسلط الأضواء على مجاهيل ما كان يحدث بين الأزقة العتيقة داخل أسوار مدينة طرابلس الأم مؤكدا بأن الوعي الجمعي اليوم بحاجة ماسة لتأصيل تلكم التواريخ المهملة وتوثيقها بوضعها تحت شمس الأصيل فأجيال اليوم أحوج ما تكون لاستعادة ذاكرة الأمس البعيد، والوقوف على ملامح صور حيوات الماضي وآثاره عبر السياقات الحكائية ومأثورات شخوصها.

حوليات ابن غلبون الطرابلسية
فيما واصل الفنان الغرياني الشهير بشخصية “قزقيزة” رحلته الزمنية بنفضه للغبار عن حقائب الذكريات، مُهيئا للحنين مساحة مُثلى تقودها الحكاية والقصيدة والأغنية والطرفة، رحلة الغرياني انتقلت بتقنية سردية من زمن إلى آخر فمن حكاية القنصلية الفرنسية بزنقة الفرنسيس بطرابلس القديمة إبّان حكم الأسرة القرمانلية، والتحولات التي طرأت عليه تبعا للظرف التاريخي، ويوسف الغرياني استقر لسنوات طويلة بهذا البيت فأخذ الغرياني تفاصيل من شواهد ما عاصره أو ما سمعه عن الروايات الشفاهية المأثورة، ولعل أبرز ما ذكره الغرياني في حكايته إضاءته على شخصية المؤرخ الليبي “ابن غلبون”، وخداع القنصل الفرنسي “شارل فيرو” للشيخ ابن غلبون بنسخه لكتابه المعنون (الحوليات الطرابلسية) أثناء وجود القنصل بباريس وترجمه إلى اللغة الفرنسية ناسبا مشقة تأليفه إلى نفسه أي القنصل، والكتاب يضم أسرار مذهلة لمرحلة تولي الأسرة القرمانلية حكم إيالة طرابلس الغرب.

حكايات ذاكرة المدينة
بينما من جهة أخرى ما انفك الغرياني الابحار في لُجّة ذاكرة التاريخ يُذكي جذوتها منتقلا إلى أقاصيص الشعر المشبوب بالعواطف وشعرائه في ضوء حكاية دارت بشارع سوق الحرارة بطليها بشير ونرجس بشير الشاعر الحالم المنزوي وراء عالمه الخاص فما لبثت الأيام أن غدرت به وفرَّقته عن محبوبته نرجس ملكة جمال شارع سوق الحرارة، والمتتبع لكل سرديات الفنان يوسف الغرياني سيخلص إلى أن المدينة القديمة بطرابلس تملك ذاكرة ماتزال طازجة برغم عوامل الزمن والتعرية شاهدة على شريط طويل وشائق فالمدينة تحفظ تاريخها وتاريخ أبنائها كي تستمد اعتزازها بخصوصيتها الجمالية والقيميِّة

مقالات ذات علاقة

حضور مميز للرواية الليبية خلال عام 2012

خلود الفلاح

عرض عالمي في افتتاح المسرح الوطني بطرابلس

أسماء بن سعيد

انطلاق فعاليات الذكرى الخمسين لاستعادة الديمقراطية

عبدالسلام الزغيبي

اترك تعليق