سارة محمود | الأردن
ق.ق.ج/خطيئة | حسين بن قرين درمشاكي (ليبيا)
راقبها باشتهاء. نظرت إليه بجوع. تواعدا، ثم ثملا من كأس الرذيلة. ذرفت خاصرتها دماء. وكلما تذكرته يلكزها مرفق الملاك الذي سكن أحشائها.
نص جميل، من حيث العتبة هو اختصر كل شيء فالخطيئة هي طفلة الرذيلة التي تعيش وتكبر وتنمو حتى تصبح روح لقيطة بيننا. بدأت بالشهوة وعندما تحضر الشهوة يبتعد العقل وإدراك الأمور وعواقبها. أما هي نظرت بجوع، هنا إشارة للحاجة سواء كانت عاطفية أو مادية أو…إلخ. عندما يجتمع عدم التعقل والحاجة تولد الخطيئة.
انتهت الخطيئة لكن بقي هناك روح في احشاء الأم تتحرك وكأنها تقول لا تنسي. اختيار الكاتب لجملة (مرفق الملاك) إشارة إلى أنه لا ذنب له بما حصل، هو مجرد نتيجة لفعل لم يكن له عليه أمر.
اختيار مرفق: إشارة إلى الربط.
لأن المرفق هو أداة لربط الذراع العلوي ب عظام الساعد، إشارة إلى ربط اياه بأمه مهما غاب المسمى لذلك. فالكاتب أبدع في المشهدية، حيث قسم النص لأكثر من مشهد وكل مشهد به رسالة الرمزية حيث استعمل الرمزية بطريقة إبداعية.
التكثيف العالي للنص، الايجاز دون اسهاب وإطناب، ترك لنا انجازا جديدا وهو نص بقفلتين مدهشتين، نستطيع الاستغناء عن الأولى ويبقى النص كامل العناصر.
تعليق واحد
شكرا ش حاهقا..دمتم منارة للابداع