فتحي محمد مسعود

خرجت من غرفة العمليات خاوي الوفاض نجحت العملية بكل مقاييس أهل الطب لكن فشلت كالعادة في ايجاد مبتغاي بحثت في كل ثنايا القلب النابض الوريد الاجوف العلوي ثم دخلت الاذين الايمن ومنه للبطين الايمن وولجة البطين الايسر ولم أعثر لمكان نستطيع أن نقول عنه مكمن الروح اضطررت الصعود للأذين الايسر ثم رجعت ودخلت الابهر جلت في كل ميكرون داخله ذهبت للتامور كانت النتيجة واحدة لا وجود لمكان يحتوي الروح داخل القلب إذا كيف يعيش ويموت هذا الكائن الخرافي الذي يطلق عليه إنسان؟ كيف يولد الانسان وبداخله الروح إن صح التعبير؟ آه وصلت لأربع واربعين عام وأنا في بحث مستمر والنتيجة صفر آه إلى متى يقودني هذا الفضول القاتل؟ أقضي معظم وقتي داخل غرفة العمليات أو بين صفحات الكتب أو في تفسير الآيات القرآنية والتوراة والانجيل بدأت أشك في قواي العقلية بل اشك في كل ما حولي، قد يكون السبب في بقائي غالبية الوقت معزول عن الناس منطوي داخل ذاتي أبحث عن شيء هلامي لا وجود له، لا بل الروح موجودة بنص قرأني إذا على عقلك اللعين أن يصدق قول القرآن لا يعلم أمر الروح الا الذي خلقها، لكن الله يأمرنا بعدم الجمود الفكري والبحث المستمر وقال الله وما أوتيتم من العلم الا قليلا، هل ربط الله معرفة الروح بالعلم؟ إن كان تخميني صحيح نحن الان أفضل علميا بشهادة القاصي والداني إذا من المفترض أن نتوصل لإجابة عن السؤال، تصوير الموجات الفوق الصوتية ومناظير باستطاعتها نقل أدق أدق التفصيل في جوف الانسان، ربما يكون فهمي خاطئ، أو ربما يكون العلم الذي نمتلكه علما دنيوي كما يقولون السادة الصوفية…