النقد

قراءة لمعان ودلالات قصيدة (رزنامة) للشاعرة نعمة الفيتوري

الشاعرة نعمة الفيتوري
الشاعرة نعمة الفيتوري

القصيدة لا استقلال لها فهي ان كتبت اتجهت بكليتها الى ما يعرف بالفضاء الجمعي بقوة وفعل المحتوى الذي لا يتبرأ من المشاركة في عموم المشاعر الانسانية وان اختلفت الاداة والطريقة في التعبير.

ايضا الشعر هو ما يمثل جانب من التعبير الذاتي وما تحصره العين من تفاصيل وان كانت دقيقة استفزاز للقدرة الذاتية بنية الوصول الى التألف مع المحيط وزمن الترقب.

أن الشعر نراه الصرح الجامع ببن الذاتية وحوارات الفكر والتأمل والمكتشف لتفاصيل اللحظة والمكان، وجيد النص الشعري إن شأنا العموم هو الذي يحمل سمة التميز بروح الخصوصية المباحة قبى وقت غير متصنع.

إن ديناميكية الحركة في الشعر هو العامل المحرك للتأثر والتأثير والمصاحب لمتغيرات الرسم في صفحات الديوان وفق تغير الامزجة اوان ميلاد القصائد لأنه وبذلك وحده يدرك المغزى، شاعرتنا نعمة الفيتوري سيدة تتجول في جنان القصائد بتواضع متزن.. تنتقى طلع المفردات لترسم وجدان دافق بمعنى السؤال وقدر من الإجابة.

وهي في هذا لا تخشى تلمس جوانب حيرة اللحظة وقلق المعرفة واشارات الوجود والنهايات وان كانت لا تتوقف عن التحرك. وهى في مجمل المعطى لازالت ترى وجوب التأثر والتفاعل في قالب زمنى غير ممل وجيد العطاء وكأنها في تتبع لخطوات رؤى شاعر لا يمل الترحال بين المحطات.

إن مجمل القصائد لديها قد شكلت حقيقة إنها شاعرة كل الاوقات وإن كانت هذه الاوقات لا تتخلى عن وجوب توافر شرطية المهارات التي لها قدرة تتابع الشعر بحكايات تحمل لون من دعوة التفكير وإن كان مرهقا.

وشاعرتنا بذلك نرى أنها مدركة في تأني لواقع ان النظم في القصيدة هو انتقاء مفرد على مسؤولية الشاعر مع اصطحاب المفردات الوصفية التي من شأنها ان تخدم بنية النص. وكأنها أيضا لم تغفل عن نظريات الحركة التجديدية لدى النقاد والتي تشير الى نوع من تحليل بنية النص لتجزئة أساسيات التكوين.. وفكرة التأسيس ففي قصيدتها (رزنامة)، للشاعرة نعمة الفيتوري؛ نقرأ:

آه لو أغير رزنامتي
أمسح عنها الصفحات
حين لا يحلو تذكرها
ثم أسجل كل أخطائي القديمة
عبثي
اعترافاتي
حماقتي معك
تعبي منك
آه لو أرتب المواقف بعدها
أحتفظ بحق العودة
أو ربما لو
أمكنني أن أحب بشكل مختلف
أخبرك عن كل ما يغضبني منك
ربما الكمك إن غفوت
أصرخ في وجهك
ثم
أمزق ورق الرزنامة
فتنسى ما حدث
تقبلني في الصفحة التالية
لكني أراك الآن أمامي
مبتسما
كأن الاوراق لم تمزق
لم أمارس فيها غضبي منك
فكيف أدخل عامك الجديد
عارية من أي خطة
كيف ينتهي عامك
من دون ان أشكوك وتغفر لي
بل كيف أغضب منك بلا هوادة
وتظل على حبي
كيف؟

مقالات ذات علاقة

البطل في قصة النزف.. للكاتب الأستاذ: محمد المسلاتي

إبتسام صفر

قراءة نقدية لقصص المرحومة نادرة العويتي عند مفترق الطرق

إبتسام صفر

الدلالة الفنية في رواية ربيع كورونا

إبتسام صفر

اترك تعليق