قراءات

قراءة في رواية (الأشواجندا) للروائي الليبي محمد فتحي مسعود

رواية (الأشواجندا) للكاتب فتحي محمد مسعود
رواية (الأشواجندا) للكاتب فتحي محمد مسعود

تبتدئ الرواية ببروز الراوي الداخلي، الذي يبرز بشكل مباشر في رسم الصورة بطريقه تحمل القارئ يعيش لحظات واقعية رسمها الزمن واحاط بكل معالمها وتمظهراتها الواقع الاجتماعي في اصدق صورة. تتميز الرواية بالمزج بين التيار الواقعي الذى يصور المأساة الاجتماعية التي تصل احيانا الى قمتها في انسداد افق طويل كالح الظلام، وبين التيار الرومانتيكي ذي الصبغة الخيالية التي لها مع ذلك جذورها التاريخية الواقعية. وفي قمة هذه المأساة التي نعيشها يوميا والتي يكاد الخروج منها ضرب ونوع من السراب، يتسرب ضوء بعيد يحمل جذور جذوة من الأمل تخفف من شده وحرارة الواقع الاجتماعي .

كما ترسم الرواية صور من أنماط العلاقات الاجتماعية التي يتخللها النفاق والتمظهرات المادية التي غطت أجزاء كبيرة من الواقع الروائي وصورت قيمه العلم والتعليم في وسط يعج بالقيم المادية ولا يسمح الى صوت القلب والعقل والمنطق.

كما إن الرواية في مسيرتها ترسم في أدق صورة يقف عندها القارئ، خيبه الأمل واللحظات الحاسمة التي نرى فيها تهاوى كل شي لكي يبقى بقايا اطلال كأن الزمن رحل عنها وبردتها الرياح.

طالع أيضًا: فتحي مسعود يحكي كيف تحول الدكتور إلى قط

ترسم الرواية في مسيره بطل القصة الجوانب المتناقضة النابعة من طبيعة المجتمع، نرى الطبيب وهو يترك الصيدلية لوجود التلاعب في الأدوية، ونرى حرص الأقارب على عدم العمل ليس من باعثا اجتماعي بل بسبب أوامر صادرة من زوجاتهم في شكل أنانية وتناقض صريح في واقع اجتماعي اليم، تناقض رسم شخصية سناء وشخصية لقاء وكأننا أمام مشهد شيكسبيري يبوح لنا قائلا: ليس كل ما يلمع ذهبًا.. ولا كل ما يحرق نارا. بين شخصية الصياد العجوز الذي يقتات هو وأسرته على ما يحصل عليه من أسماك الميناء وبين تاجر الترامادول الذي جلب المصائب من الهند.

تقول الرواية الكثير من المتناقضات، هي تمزج كما قلنا بين الواقعية الصريحة وبين خيال مسرف في الرومانسية ليعكس مسارات خطوط الحياة في مجتمع يبحث عن طريقه وسط أكوام من العراقيل والتناقضات رسم كل ذلك الروائي عن طريقه تحريك شخوص الرواية ليوصلها الى خط النهاية ويتفاعل القارئ مع الأحداث ويعيشها لحظه بلحظه حتى انه يتمنى الا ينقطع خيط الامتداد الروائي ويستمر استمرار مجرى الحياه.


* ماجستير في الأدب الفرنسي.

مقالات ذات علاقة

راصدوا الصحراء للرحالة الدنماركي كنود هولمبو

إنتصار بوراوي

“جماليات النص الأدبي” قراءة ليبية في الإبداع والأدب الأردني

المشرف العام

إنّي أُصغي لندائك

مهند سليمان

اترك تعليق