رضا أحمد | مصر
لا المسافة تؤنسك
ولا السير وحيدًا بغصن زيتون،
كسفينة تغرق
في الجيب الخلفي للعالم.
لا الزمن يشفيك
ولا القفز بين بلدتين
بعود ثقاب
يخلصك من تاريخك الماضي.
فلتبق هذه الابتسامة
في وضعها المتردد
على الشفاه.
الحزن يتعقبك
مثل قاتل متمرس في مقهى
يلف جسده بالغموض
وعينيه بدخان السجائر
وظلال المارة.
بأقل عدد من الكلمات
يتسلل إلى صمتك:
“هل مقعدك شاغر،
هل حياتك فارغة
أنت ملكي أليس كذلك؟”.
يجالسك
كغريب أضاع عائلته
وكتيبته في أغنية مهجورة.
يطلب ما تريده
بمجرد أن يتشكل صوتك في حنجرتك
إلى قنافذ وفقاعات.
يبش في وجهك
ويطلق على اسمك هدفًا
على صورتك دليلًا
وعلى مشيتك اللامبالية
حجلة غراب في مأوى عجائز.
يتبعك منذ تدربت
على الاستلقاء تحت ابتسامة
وأمك تخيط لك غلالة النوم
بالوحوش والعفاريت،
مذ عرفت أن الوقت الذي أعطوك
لا يقرض كتابك المتحلل
شجرة متسامحة بجناحين.
يعرف حاجتك إلى النسيان
والتداوي باليأس
لترفع قدميك عن إثرك
لترتدي وجهك بكامل تاريخه
مع كآبة ماكبث
في غرفة إعدامه،
لتكون هذا العرض المشوق
لرقصة نجم
يحتضر
فوق مسرح.