يوافق اليوم 17 ذي الحجة 1445هــ
في ذي الحجة عام 537 هــ قاد السيد سليمان الفيتوري المعركة ضد الهجوم الصليبي الذي قاده روجر الصقلي على طرابلس، بقوة قوامها 11 جناحا عسكريا، وبعد أيام من المقاومة استشهد السيد سليمان الفيتوري يوم 17 من ذات الشهر، وهو الموافق لهذا اليوم.
لقد أفشل السيد سليمان الفيتوري حملة الصليبيين على طرابلس، وأجل سقوطها لمدة اربع سنوات متصلة، فيعد من أوائل رموز الجهاد الليبي.
ولد السيد سليمان الفيتوري بمنطقة الصابرية، غرب مدينة الزاوية، يوم الاثنين 12 من ربيع الأول 448هــ، وعاش بين أبناء عمومته الأشراف من عقب السيد عبد الله نبيل الإدريسي الحسني الشريف، قبل أن ينتقل الى مدينة زليتن عام 504هــ ليقيم فيها ويؤسس زاويته في ذات العام التي تعد اليوم أعرق وأقدم الزوايا الليبية.
وعقب استشهاده قام أولاده على شؤون الزاوية وصارت تعرف باسمهم (زاوية السادة الفواتير السبعة)، واستمرت من بعدهم على يد عقبهم وأحفادهم تسير على نهج جدهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قصد الزاوية العديد من أعلام الإسلام، ومنهم كبير علماء المالكية الصوفي الأكبر الشيح أحمد زروق (ت899هـ) الذي قال عن بلدة الفواتير أنها تنبت الأولياء كما تنبت الأرض الطيبة الزعفران، لكثرة من أنجب زاوية السبعة من علماء وصلحاء.
وزارها شيخ الأزهر الشريف في القرن العاشر الهجري الشيخ شمس الدين اللقاني، وكان أخاه الشيخ ناصر الدين الذي خلفه في مشيخة الأزهر يجل الفواتير ويشدد على ضرورة احترامهم لمكانتهم في أوساط العلماء.
وزارها في القرن الحادي عشر الهجري كبير علماء المغرب في عصره الشيخ أمحمد بن ناصر الدرعي، وصلى في جامع الجمعة بالزاوية.
وزارها الفقيه المغربي الرحالة أبو سالم العياشي، الذي قال عن بلدة الفواتير: (ولم تزل البلدة مأوى الصالحين، ووكر العابدين من قديم الزمان، تواتر عند أهل البلد أنها لا تخلو من سبعة من أكابر الصالحين، قالوا: وهم ظاهرون بها حتى الآن، وليس علهم سمة متفقرة الوقت، بل هم على هيئة العوام في ملابسهم، ومسكنهم، وحرفهم، إلا أنهم قائمون على منهج الشريعة).
منقول بتصرف من من كتاب قُفة الصلاح: أسامة بن هامل