في أواخر العام 1772 م خص ديوان الملكية السويدية بزيارة لثالث مبعوث طرابلسي لها ، الأولى كانت عام 1744 حيث زار علي افندي خوجة السويد وعلى ما نعلم فهو أول ليبي تطأ أقدامه أرض السويد، والثانية كانت 1757 حيث زارها محمود آغا الخوجة ورسمت له لوحة شهيرة في كوبنهاجن ، والثالثة خص بها الحاج عبدالرحمن آغا البديري لزيارة مدينة ستوكهولم ووصفت الزيارة بالمثمرة والناجحة جداً ، ومما آثار الفضول حولها هو لقاء الحاج عبد الرحمن بعدة شخصيات علمية وثقافية سويدية مرموقة تعتبر من عظماء السويد حتى يومنا الحاضر ومنها الشاعر والموسيقار كارل بيلمان (الصورة) الذي يعتبر من أعمدة الأدب والفكر الاسكندنافي ولا يقل شأنا عن شكسبير وبيتهوفن وموزرات، فقد خص بيلمان (1740-1795) السفير البديري (1720-1792) بمقطوعة مغناة سماها “أسمع البوق، المنبه!” ضمن ديوان قصائده المغناة الذي صدر في العام 1773 بعنوان “أغاني فريدمان” الملفت في هذه القصيدة هو جانب الهجاء الذي أشتهر به كارل ضد رجال الكنسية والشخصيات العامة حيث سلط في قصيدته التهجم على اللباس الفخم الذي كان يرتديه الحاج عبدالرحمن ذكر أنه يرتدي عمامة مرصعة بالجواهر وعباءة حمراء وأن طرابلس تهدد بلاده بدفع الاموال او الهجوم على سفنها في حوض المتوسط القصيدة تعبر عن الهجاء لحالة كانت سائدة بين العالم الاسلامي والمسيحي. وصف مظهر الحاج عبد الرحمن بالشخصية الغريبة رغم أن زيارته لاقت القبول الحسن.
وخلال زيارته لستوكهولم زار الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم (التي أصبحت تمنح جوائز نوبل الشهيرة) والتي أسسها عالم النبات الشهير كارولوس لينيوس وتم الاتفاق على ان يرافق عبدالرحمن آغا لطرابلس الطبيب والاديب والمستكشف غوران روثمان (1739-1778) والذي بقى في (ليبيا) والف عنها كتاب بعنوان (رحلة الى طرابلس 1773-1776). وعاد البديري للسويد عام 1779 وكان يتردد على المسارح وكانت زيارته الثالثة والاخيرة للسويد عام 1781.