(1)
“إذا ما تمكنت من الوصول إلى الجانب الانسانى لأي شخص فأنك ستجد الشيء نفسه ألا وهو التفاني في تحقيق ما طلبت”.
كيف يكون ذلك ؟
تمهل وأعلم أنه غالباً ما نغفل عن النصف المُمُتلئ في أي كوباً كان، ونُنصب أنفُسنا كالقضاء، فنحاسب ونعاقب ونُقصي ونطرد أي إنسان، نعتقده مخطئ ،كـأننا الله بجلالة قدره وعزته ،ونسينا أن هناك ساعة ويوماً للقيامة.
وما أدراك أنه مخطئ ، فقد يكون هناك لبساً في الموضوع أتاك به فاسقاً ،ونسيت أن تتبين فيكون هناك تدخلا ربانيا بعد حين “فالله قطعاُ يمهل ولا يهمل “
وأعلم سيدي القاري أنه ” دائما هناك خيطاً رفيعاً مابين الشيء وعكسه “
وقد يعجز إنسان اعتقدوا من حوله أنه مُخطيْ، فيعجز عن الإفصاح عن سبب اللبس الذي نسجه فاسقاً ما ضده، ليستبق الإطاحة به قبل أن يُدلي ذاك الإنسان بما رآه مصادفة بحكم التواجد المستمر في مسرح الجرم والخطايا، كون هذا الإنسان يحمل موروثا تربويا عاليا جدا ، فيفضل الصمت حتي لا يُدلي بمعلومات وقع عليها بدون قصد، من شأنها أن تدمر بيوتا مليئة بالخطايا وهذه البيوت غالبا ما تكون هي السباقة في إرسال اي فاسق خوفا أن يشهد ضدها بما رآه يوماً.
وبغض النظر عن اللبس والالتباس فقط، جرب أن تخاطب الجانب الإنساني لأي إنسان بصفاء نية وصدق المقصد، فسيبادلك حتماً بكرم الطاعة وتنفيذ ما طلبت، فما بالك بإنسان وجد نفسه شاهدا عن خطايا من حوله، وينتظر فرصة ليثبت بطريقة أدبية دون تشويش من فساق أنه إنسانا إيجابي.