حوارات

محمد الزواوي.. الفنان والإنسان

محمد الزواوي.. الفنان والإنسان

حاوراه: م.فتح بن عيسى وأحلام محمد الكميشى

الفنان: محمد الزواوي

فنان مبدع أحبه كل الليبيين، تقول ريشته في لوحة واحدة ما تعجز عنه مئات المقالات وآلاف الكلمات، ظهرت موهبته في بيئة بدوية ريفية لا تفهم هذا النوع من المواهب ولا تعترف به، هناك في وادي القطارة شرق ليبيا كانت أولى لوحاته على صخور الوادي وبين أحضان الطبيعة لتسافر بعد ذلك وعبر مسيرته الطويلة صحبة الريشة واللون للكثير من الدول والمعارض.

طيب وبشوش وكريم يتحدث إليك كما لو أنه يعرفك منذ زمن ويتواضع جداً حتى يقول لك بأنه يعتبر نفسه تلميذاً حتى الآن.

قام بتوثيق ظروف الحياة اليومية لليبيا المواطن والوطن منذ سنة 1963 م بحيث عكست لوحاته الواقع والطموح بأدق التفاصيل والملامح وكانت بمثابة الناقد في المجال الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي، ومصدراً مهماً لتوثيق ظروف كل تلك العقود من السنوات، كُرِّم كثيراً وكان آخر تكريم حتى الآن هو وسام الأسوة الحسنة الذي منح له في احتفالية أمسية النور بتاريخ 2007.02.03 م عرفاناً وتقديراً لإبداعه وإنجازاته.

زرنا رائد الرسم الساخر(الكاريكاتور) الفنان العالمي (محمد الزواوي) في بيته لإجراء حوار معه واستأثرنا بجزء من وقته الثمين ليتواصل مشكوراً مع قراء (ليبيا اليوم)، وزرنا مرسمه الذي يعتكف فيه ساعات لتنقل يده على الورق لوحة مكتملة في ذهنه بتفاصيلها، وشاهدنا على مكتبه وبالقرب منه تجهيزات الإضاءة، ومكتبة تزخر بكتبها ولوحات منتشرة على جوانب المرسم، وكان الحوار التالي:

 

م. فتح بن عيسى يحاور الفنان محمد الزواوي.

 

– كيف تنشأ فكرة رسم أي لوحة لديك؟

– اللوحة الساخرة فكرة قبل أن تكون رسما أو لوحة، ومن الصعب معرفة وقت انبعاث الفكرة فهي ومضة وأحياناً تأتي خلال حديث مع الأصدقاء حيث أنصت ثم يأخذني الخيال فجأة وأسرح، وأكون عندها قد التقطت نقطة أو جزئية من الحوار وبدأت أشكلها ذهنياً لتكون لوحة وتبقى مسيطرة علىَّ لساعة أو ساعتين، يوم أو يومين، حتى تتشكل لوحة ذهنية ثم يأتي وقت الرسم كالمرآة العاكسة فلا يكون لدي مشكلة أو صعوبة، فقط نوع من الإسقاط ونوع من انعكاس اللوحة المرسومة بكل التفاصيل في الذاكرة، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فنحن مشاكلنا كثيرة ومن أسهل الأمور القضايا الاجتماعية وهى مصدر للكثير من الأفكار.

– ومتى نشأت الفكرة كم يستغرق الوقت لرسمها؟

– اللوحة تستغرق في الرسم وقتاً حسب تفاصيلها، ويوجد جانب آخر فأحياناً أكون متعاطفا مع اللوحة أو رافضاً لها، فالقضايا السياسية أنا رافضها نفسياً لأنها مملة وقبيحة، وأحياناً أرسمها وأنا متأزم نفسياً فتأخذ مني وقتا طويلا، بينما أرتاح أكثر للقضايا الاجتماعية وأتعاطف معها ولا تأخذ مني وقتا طويلا مقارنة بالقضايا السياسية، كما أنني مثلاً عندما أرسم شخصا (زعلان) أو يضحك ضروري أكون في نفس الحالة النفسية حتى أحاكي الشخصية وأتمكن من رسمها.

– كم عدد اللوحات التي قمت برسمها؟

– آلاف، ولكن ليس كل ما يرسم ينشر، وهناك لوحات غير راض عنها وغير مقتنع بها، ولوحات أخرى مقتنع بها وغير قابلة للنشر، ولوحات أخرى تنشر، وهكذا.

– ما سبب عدم اقتناعك ببعض اللوحات؟

– المراحل الزمنية، فأحياناً لوحة رسمتها من (30) سنة مثلاً قد لا أقتنع بها الآن فنياً وتقنياً، بمعنى أن هناك إتقانا للصنعة عبر الزمن، وأنا أميل لرسم التفاصيل والتدقيق في لوحاتي وذلك يتطور باستمرار.

– هل الرسم الساخر برأيك علم أم هواية؟

– الرسم الساخر لم يكن علما يوماً ولا هواية هو موهبة تتحول إلى رسالة، حيث أن هناك وجهة نظر ينقلها الفنان للآخرين كمن يكتب مقال مثلاً، فالكاتب يوصل رسالته بالكلمات وأنا أوصلها بالخطوط والرسم والألوان، وربما الفارق أن الشخص بالكلمات يمكنه أن يجرح ويداوي بينما الرسم الساخر في نفس اللوحة قد يجرح فقط ولا يمكنه المداواة في حين أنه نوع من أنواع العلاج.

في الستينات عندما كنت أرسم في صحيفة (العلم) وكانت هناك قضايا كفيتنام والاعتداء الأمريكي عليها كنت أرسم “نيكسون” كثيراً، وهناك كاتب عربي أمريكي كتب بأن بعض الرسوم وصلت لأمريكا حتى أن “نيكسون” نفسه اهتم بها وطلب الاطلاع عليها وعلى أحدثها باستمرار، وهناك شخصية “ديغول” وهو شخصية تاريخية متميزة ورائعة جداً، وكان عنده ميزة في أنفه جعلت الكثير من الفنانين يقومون برسمه، وكان يضحك من تلك الرسوم ويطلب أن يحضروا له كل ما رسم عنه، لكن الحكام العرب مثلاً ينزعجون جداً لو قام أحد برسمهم بطريقة الكاريكاتير، يريدون أن يتم رسمهم دائماً في صورة مثالية وكاملة وجميلة، والمعروف أن الكاريكاتير هو نقد ساخر يحول الشكل الجميل إلى نوع من المبالغة، وهو رسم ساخر وليس تصويرا لكنهم لا يعترفون بذلك ولا يقبلون به في حين أن الأجانب يفرحون ويعتزون به وينظرون إليه على اعتبار أنه نقد بنَّاء.

– هل تم تكريمك وتحصلت على جوائز محلية وعالمية؟

– نعم، حيث تحصلت على وسام الفاتح في العيد العشرين، والجائزة التقديرية وكذلك وسام العمل الصالح مرتين، وعربياً حصلت على ميدالية ذهبية في الكويت عن معرض أقمته هناك ولم أحضره، وعدة شهادات تكريمية في مناسبات مختلفة، وقد كرمتني الجامعة العربية كأحد الرواد عام 2005 م، وأخيراً وسام الأسوة الحسنة في أمسية النور التي أقامتها مجلة الأسوة الحسنة هذا العام.

– ما هي الصحف والمجلات التي أجرت معك حوارات؟

– لا أذكر بحكم طول المدة ومنذ فترة طويلة لم أوافق على إجراء حوارات صحفية، ولكن بشكل عام كلما أشارك في معرض في أي دولة فإن الصحف والمجلات تتابعه وتجري معي حوارات غالباً مثلاً عندما شاركت في معرض الفكاهة بأغادير بالمغرب وبمعرض في اليمن وغيرها.

– حدثنا عن المعارض التي أقمتها.

– كثيرة، مثلاً معرضين في باريس ومعرض في بولندا ومعرض في مالطا ومعرض في اليابان، وعربياً في تونس ومصر والكويت وأغلب الدول العربية.

– ما الصحف والمجلات التي تعاونت معها؟

– رسمت لصحيفة (الشرق الأوسط) حوالي صفحة لاثني عشر عددا أسبوعيا، ثم وجدت العمل متعبا ومرهقا ويحتاج إلى تفاصيل كثيرة لصفحة من الحجم الكبير وهو حجم الصحيفة، ومجلة (الشاهد) ومجلة (الأهرام العربي)، وغيرها من الأعمال المبعثرة وغير المنتظمة.. وأتعاون حالياً مع صحيفة (مال وأعمال) التي تصدر نصف شهريا، وأرسم فيها لوحة في الصفحة الأولى من كل عدد.

– ما رأيك في رسامي وفناني الرسم الساخر اليوم؟

– هناك جيل رائع جداً من الشباب الليبي من فناني الرسم الساخر ولكن مشكلتهم تكمن في رؤساء التحرير الذين لا يوفرون لهم الإمكانيات ولا يشجعونهم ولا يفتحون لهم المجال للإبداع، عندنا إمكانيات جيدة ولكن رؤساء التحرير بعضهم غير متفهم لنفسية الفنان، أما على المستوى العربي فحسب مساحة الديمقراطية المتاحة لأن الرسم الساخر يحتاج إلى جو ديمقراطي حر وهواء نقي وغير ملوث، لبنان مثلاً بها حركة مزدهرة للرسم الساخر وذلك لتنوع وكثافة الأحداث وتوفر مساحة من الحرية تسمح بالرأي والرأي الآخر ورغبة المواطن اللبناني في مقاومة وتحدي الواقع، وكذلك في مصر حيث هناك حركة نشطة للفنون وللرسم الساخر بحكم كثافة السكان والزخم الثقافي والفني والصحفي.. والرسم الساخر يعني النقد والنقد يعني الحرية.

– ما المواصفات الواجب توفرها في فنان الرسم الساخر؟

– هذه ليست مسوغات تعيين، ولكن أمورا تأتي بالفطرة والميول والرغبة في انتقاد شيء ما، الرسم الساخر ليس مهنة لها شروط بقدر ما هو رسالة يحملها الرسام ليوصلها إلى الناس وهي ذات مضمون نقدي يعبر عن شيء يهمهم ومن واقعهم الذي يعيشونه، ولو وصلت الرسالة معنى ذلك أنه رسام جيد وسيستمر أما إذا لم تصل فمعنى ذلك أنه ليس رساماً ساخراً وعليه أن يبحث عن مجال آخر يبدع فيه.

– ولكن بعض الناس قد توجد لديه فكرة لرسمة ساخرة ويصعب عليه تنفيذها على ورق.

– هذا يملك الفكرة ولا يملك القدرة على الرسم فهو إذاً ليس رساماً ساخراً.. موضوع الأفكار موضوع آخر والأفكار قد تتولد عند أي شخص لكن الرسام هو الذي يملك الفكرة ويملك الصنعة التي تجسد الفكرة وتوصلُها للمُتلقي، وهناك بعض الرسامين يملكون الصنعة ولا يملكون الأفكار بمعنى أن هناك من يفكر لهم، إلا أني أرفض هذا النمط حيث أن الفكرة يجب أن تنبع من داخلي وأشعر بها وأعايشها لأجسدها وأنفذها في لوحة، وعلى سبيل الذكر الفنان “مصطفى حسين” أكبر رسام في مصر يأخذ أفكار لوحاته من الدكتور “أحمد رجب” وهو كاتب ساخر وعلى اللوحة نجد فكرة “أحمد رجب” وتوقيع “مصطفى حسين”.

– هل تكفي الموهبة للرسام أم لابد من الدراسة؟

– لا تكفي الموهبة فقط بدليل انطفاء الكثير من المواهب نتيجة عدم رعايتها، لابد من رعاية الموهبة وصقلها بالتجربة المستمرة ولابد من أن تقوم الصحف باحتضان الرسام الساخر ورعايته فيجد نفسه أمام زملائه وهم أوائل النقاد لأعماله ويستفيد من آرائهم وملاحظاتهم وتعليقاتهم في تشكيل شخصيته وتنمية موهبته، فالرعاية مطلوبة وخاصة الرعاية الصحفية لأنها أيضاً قناة التوصيل للجمهور.

– اللوحة الساخرة هل تعبر بالرسم فقط أم لابد من كتابة تعليق عليها؟

– أحسن لوحة ما كانت رسما فقط بدون تعليق، ولكن ذلك أمر صعب أحياناً لأن الفكرة قد تكون غامضة بعض الشيء فيحتاج الرسام لكتابة تعليق كعنصر مساعد يسهم في توصيل الفكرة حتى لا تكون اللوحة معقدة.

– مع انتشار الرسم الساخر بمختلف التوقيعات في كل الصحف والمجلات الورقية والإلكترونية، ما موقع الرسام الساخر العربي على الخارطة الكاريكاتورية العالمية؟

– أولاً ما معنى العالمية وكيف يُحدد الرسام العالمي من غير العالمي، مثلاً لو وجدنا رساما أمريكيا مبتدئا ويرسم في (نيويورك تايم) التي تنتشر وتوزع بالملايين في العالم فهذا يسمونه عالميا؟، ورساما آخر في بلده له مكانته وخبرته ورصيده الفني وتجربته العريقة ويرسم في مطبوعة في بلده توزع بعدد محدود جداً لو قورن بتوزيع (نيويورك تايمز) مثلاً فهذا ماذا يسمى؟ فعملية الانتشار هي التي خلقت العالمية وليس القدرة الفنية والإبداع في كثير من الأحيان، وأنا في فرنسا التقيت بعدد من رسامي الفن الساخر خلال معارضي وكانوا مندهشين ومعجبين جداً بلوحاتي وأنا رأيت بعض الرسوم لعدد منهم وكانت متواضعة جداً ومع ذلك يسمونهم عالميين وهنا مغالطة كبيرة فما دام مثل هؤلاء عالميين ماذا نكون نحن إقليميين أو ماذا؟!

الصحفية أحلام الكميشي تحاور الفنان محمد الزواوي

– هل تعني أن هناك قصورا وتقصيرا من جانب الإعلام العربي في منح بعض الفنانين الانتشار الذي يستحقونه وهذا هو السبب؟

– نحن كعرب إمكانياتنا الصحفية محدودة مثلاً دولة مثل موريتانيا يبرز بها فنان رسام ساخر مبدع وصاحب تجربة ولا توجد لديها إمكانيات صحفية كبيرة وصحف توزع في كل دول العالم حيث صحفها بالكاد تغطى رقعة الدولة محلياً وهذا يجعل ذلك المبدع مستواه أو انتشاره إقليمي محدود بينما لو أتيحت له فرصة للرسم في مطبوعات واسعة الانتشار وتوزع في كل دول العالم سيقال أنه فنان ورسام عالمي، فالعالمية هنا أرى أنها مسألة قدرة على الانتشار وليست مسألة قدرة فنية وإمكانيات إبداعية وتمكن من الصنعة.

– حدثنا عن لوحاتك التي ضمنتها في إصدارات؟

– عندي إصدارين هما (الوجه الآخر) و(أنتم)، وفى السابق كان هناك (لعلهم) لكنى ألغيت إصداره بسبب بعض المشاكل.. وقريباً سيصدر الثالث واسمه (نواقيس)، ويهمني أن تأخذ اللوحة مساحتها عبر مقاس الكتاب الكبير وأن تتعدد المواضيع والأفكار التي تطرحها اللوحات في نفس الإصدار.

– مَن ترى من الرسامين الشباب أنه امتداد لـ “محمد الزواوى”؟

– هناك مجموعة كبيرة من الرسامين لكن مشكلتهم عدم الانتظام والاستمرار غير المتقطع، هناك “على البكوش” وهو شاب نشط جداً وكفاءة جيدة جداً ودائماً أنصحه بالتركيز على التقنية والتفاصيل لأن اللوحة تمثل وجهة نظره ولا يجب أن يتسرع الفنان في رسم لوحته وقد تكون الصحيفة هي التي تستعجله، وهناك “العجيلى العبيدى” و “حامد انقيريط” وهؤلاء فنانون جيدون جداً وغيرهم كثيرون قد لا تحضرني الأسماء.

– هل تبنيت بعضهم؟

– لا ليس تبنى، فأنا رغم خبرتي الطويلة ومشواري في العمل قد أسدى رأياً وملاحظات لأي شاب رسام وقد يعمل ما نصحته به لكن لا أعلم ربما يتحسس من التوجيه لذا أنا أرى أن الفنان يوجه نفسه بنفسه.

– وإذا سعى رسام لأخذ توجيهات وآراء منك بحكم خبرتك؟

– ربما يتقبل منى الكلمة الطيبة ولكن إلى أي حد سيتقبل النقد والتوجيه؟! وأنا الحقيقة لا أميل لأن أكون أستاذ لأني حتى الآن أرى أنى مازلت تلميذاً.

– كيف بعد هذه التجربة ترى أنك مازلت تلميذاً؟

– التلمذة أن يظل الإنسان يبحث ويطور نفسه وقدراته وموهبته ويطلع على إنتاج وإبداع الآخرين ويتابع الجديد ويستفيد لكن لو أحس الشخص أنه أستاذ فقد يترفع عن كل ما يحيط به ولا يتقبل الاستفادة من الجديد ولا يحتمل النقد والتوجيه وهذا سيضره.

– برأيك هل سبب نجاح لوحاتك هو موضوعاتها القريبة من الناس ومن معاناتهم أم اهتمامك بالخطوط والتفاصيل الدقيقة في اللوحة وتعابير الوجوه؟

– كل ذلك معاً، فالقضايا التي تناولتها في لوحاتي كانت من البيئة القريبة لي ومن الواقع الذي نعيش فيه جميعاً وهى ملامسة لحياة الناس وبعضها من بيتي خلال الأحاديث والملاحظات وبعضها من الشارع وهى ليست غريبة على الناس إضافة إلى التقنية والصنعة والتفاصيل والتعابير الدقيقة والمقاسات والأحجام والأوزان والتناقضات أحياناً في نفس اللوحة بين أكثر من شخص فكل ذلك يشد المتلقي ويجعله ينسجم مع اللوحة ويحس بها، وقد سبق وأن عملت تجربة في نادي الهلال في بنغازي حيث رسمتُ مجموعة من اللوحات الخفيفة وأخرى من اللوحات التي بها تفاصيل دقيقة فالناس يدخلون ويشاهدون الخفيفة بشكل سريع وينسحبون اتجاه اللوحات التفصيلية ويقفون عندها يتأملونها ويضحكون ويتناقشون ويعلقون عليها وعلى التفاصيل فسألتهم – وكانوا لا يعرفونني – فقالوا أن المجموعة الأولى الخالية من التفاصيل صاحبها لا يعرف الرسم أما اللوحات الأخرى فصاحبها أفضل وهو يهتم بالتفاصيل ويعرف يرسم، عندها قلت أنني مادمت أرسم للناس فعلى أن أحتمل المشقة وأرسم التفاصيل وهى متعبة فقط لأنها تعجبهم وتجعلهم يحسون أكثر باللوحة، وأنا تلميذ وأقبل توجيه الناس وتعليقهم ونقدهم للوحة.

– هناك لوحات ساخرة ملونة وهناك لوحات ساخرة بالأبيض والأسود فما هي الأقرب للناس؟

– الملونة هي المطلوبة الآن وتعطيك مرونة أكثر وزمان في الستينات كنا لا نعرف الألوان ونرسم بالأبيض والأسود وكنت ألون بالأسود على درجات وظلال ولكن عند توفر الألوان أصبح استعمالها أفضل في اللوحات، ولكن المشكلة التي أعانى منها الآن هي عملية فرز الألوان عند طباعة اللوحة ففرز وطبع الألوان غير جيد بالقدر الكافي ولا تعطى غالباً درجات الألوان التي لونت بها أنا اللوحة الأصلية 100%، وهذا يزعجني.

– هل هناك داخل عائلتك من يتمتع بنفس الموهبة التي لديك؟

– كمهنة لا هم يتأثرون بالأب كقدوة حسنة في البداية ولكن اتجاهاتهم وميولهم وأعمالهم مختلفة وبعيدة عن الفن.

– لو جاءك شخص بفكرة لوحة وأخبرك عنها حتى تجسدها في لوحة بعد اقتناعك بها فهل توافق؟

– لو كلمني على شيء معروف كالطرق المليئة بالحفر مثلاً فهذا موضوع مسلم به لكن لو قال لي حكاية غريبة أو ملاحظة حول شيء ما لابد من أن أرى بنفسي ولا أعتمد على الرواية فقط حتى أتفاعل معها وأتمكن من رسمها، ولا أستطيع رسم لوحة ساخرة تتحدث عن موضوع أو تنتقد موضوعاً لم أشاهده ولم أتفاعل معه أو أحس به.

– في حين أن لوحاتك أعجبت الكثيرين وأحبوك ورغبوا في التعرف إليك لابد وأن البعض قد استاء من بعضها وانزعج، فما تعليقك؟

– لوحاتي لم ينزعج منها أحد خلاف بعض المسئولين، النقد في لوحاتي موجه لحادثة معينة وليس لشخص أو جهة معينة وموجهة للمواطن لكن دائماً المواطن يرى أنه ليس هو المقصود وإنما غيره من المواطنين، لكن كثير من المسئولين دائماً لديهم إحساس بأنهم هم المقصودون حتى لو كان الموضوع لا يعنيهم.

– ربما ليس المسئول نفسه بل المحيطين به للتقرب منه أو عدم فهمهم للوحات أو أو؟

– المسئول دائماً عنده حساسية من النقد ويفسر النقد على أنه موجه له شخصياً وليس لسلبية معينة أو جزئية معينة تتعلق بالقطاع الذي هو فيه وقد يكون ذلك بإيحاء من المقربين له لسبب أو لآخر، ولكن لابد أن نفهم أن النقد رافد من الروافد التي تساعد أي مسئول في تطوير قطاعه نحو الأفضل أنا لا أنتقد بدافع الكره أو الحقد أو التضرر من شيء ما ولكن لأن لدى رسالة كمواطن له حس وطني تدفعني للفت النظر إلى سلبيات وملاحظات يجب الانتباه لها والاهتمام بعلاجها وهو بالضبط ما يسعى له المسئول فأعتقد أن أي مسئول يهمه الارتقاء بالمؤسسة أو القطاع الذي هو فيه والضرر لا يأتيه من إنسان ينتقده بصدق بل من منافق يقول له “كل شيء تمام يافندم” ويخفى عنه تلك السلبيات التي يراها كل الناس وينتقدونها سراً أو علناً، وكلما ارتفعت درجة الوعي تقبل الإنسان النقد بصدر أرحب.

– لوحاتك الحديثة المنشورة على الصفحة الأولى من أعداد صحيفة (مال وأعمال) بعضها جرئ وكلها تلامس الواقع، هل تسببت لك أي منها في مشاكل مع بعض من تنتقدهم فيها؟

– مثلاً لوحة عن الحرس البلدي نشرت ثم ردوا عليها برسالة نشرت في نفس الصحيفة أنا تكلمت عن مشكلة يعانى منها المواطن نتيجة تصرفات سلبية وغير مسئولة لبعض المحسوبين على الحرس البلدي بقصد الانتباه لها ومعالجتها واللوحة لا تعنى أبداً أن كل أفراد الحرس البلدي هكذا ففي كل مكان وزمان هناك أفراد يتصرفون تصرفات غير مسئولة تسيء للجهات التي يتبعونها ويتحدث عنهم الناس وينتقدونهم فلماذا نتحسس وننفى دائماً كل شيء ونضيق مساحة الفهم والتفهم، الوطن للجميع وتوجيهات القائد يفهمها الجميع ولا يجب أن يزايد أحد على الآخر، المعيار الحقيقي هو من هو الذي يطبق تلك التوجيهات دون تجاوز، ولقد تم تكريمي من قبل القائد بوسام في العيد العشرين للثورة تقديراً لأعمالي وللوحاتي فلمَ المزايدة أنا عندما أنتقد السمسرة والمحسوبية والفساد والرشوة لا آتى بشيء غريب وغير موجود أنا لوحاتي من واقع الناس الذي يتحدث عنه القائد باستمرار وينتقد الذين يمارسون المحسوبية والرشوة والفساد والسمسرة، أثناء العمل لابد من الخطأ ولابد من تصويب الخطأ والنقد والعلاج مهم جداً والحوار وسيلة جيدة للتفاهم بعيداً عن الحساسيات وسوء الفهم والشعور بالنقص.

– ما هي الأفكار واللوحات التي مازالت في ذهنك بانتظار تنفيذها على لوحات؟

– أحتاج من الزمن (500) سنة أخرى حتى أتمكن من إخراج كل ما عندي من أفكار ورسومات.

– نعود للبدايات، متى ولد “محمد الزواوى” كفنان وعلى يد مَن؟

– أنا اكتشفت نفسي بنفسي حيث عشت في بيت شعر في بيئة بدوية ومنذ كان عمري (10) سنوات وجدت نفسي آخذ الفحم من موقـد الطهي وأرسم على (الرواق) ولونه فاتح -وقال ضاحكاً- وكان التشجيع من والدتي ووالدي بـ(علقة ساخنة) في كل مرة، بيئتنا ترفض رفضاً قاطعاً الرسم ويعتبرون أن الذي يرسم متلبسه الشيطان، وعملوا لي حجاباً عند الفقيه حيث أرسلوا لعمى في بنغازي لكي يذهب لـ(فقي) متمكن ليعمل لي حجاب يطرد الشيطان الذي يسكنني! وأحضروا الحجاب وعلقوه لي، والغريب أنه بالعكس فبعد تعليق الحجاب زاد إصراري على الرسم.

– هل كانت رسومك ساخرة وقتها؟

– لا كانت واقعية ومن الطبيعة، فقد كنت مكلفاً برعي الأبقار للعائلة حوالي (10) بقرات في منطقتنا البدوية التي تبعد (40) كيلو عن مدينة بنغازي واسمها (وادي القطارة)، وكان بقربنا وادي وأحجاره كبيرة وملساء ومصقولة حيث يجلو الماء الصخر عند فيضان الوادي وامتلائه بالماء، تلك الصخور المسطحة وجدتها فرصة في الربيع وأنا أرعى لرسم لوحاتي عليها، وبالمناسبة الطفل لا يعيش طفولته في البادية لأنه مكلف بالعمل الذي يتمشى مع سنه حتى يساعد العائلة، كل فرد في العائلة له عمله ولا مكان لأن يعيش أحد عالة على العائلة، المهم عندما يأتي الربيع ألتقط باقات من الأعشاب الخضراء والزهور مختلفة الألوان وأرسم على الصخور وأبدأ في التلوين فحيث اللون المطلوب أفرك الأزهار التي تحمل نفس اللون على المساحة المخصصة له حتى تتلون بالعصارة وأنجز لوحاتي وأنبهر بها والبقر يرعى ويبتعد براحته وهكذا حتى يذهب النهار ويحل الظلام ولا أعود متمكناً من تمييز الخطوط والألوان عندها أبحث عن البقر فلا أجده وأعود للبيت بدونه وأعاقب وهكذا (غلبوا فيا) وأخيراً أخذوني للمدرسة الداخلية (مدرسة الأبيار).

– هل هي المدرسة التي التقيت فيها بالأستاذ المستكشف “محمد الهنيد” الذي كرمت وإياه في أمسية النور؟

– نعم هو من درنة وكان من ضمن البعثة التعليمية بمدرسة الأبيار، كانت المدرسة لا تقبل إلا اليتامى أو الفقراء فقط وكنت أنا من الفقراء التقيت هناك بالأستاذ “محمد الهنيد” وصرت أرسم في حين أن المفروض أن أدرس فقط كما رغبت عائلتي، وهوامش كل الكراسات حولتها إلى رسم حتى اكتشفني الأستاذ “محمد الهنيد” وهو رياضي ورسام وتبناني وشجعني وكنت راسب في كل المواد عدا الرسم، ومعه كان الأستاذ المرحوم “صلاح عبد الخالق”.

– سنة كم كانت هذه الأحداث؟

– سنة 1951 م، وتخرجت سنة 1956 م بشهادة (رابعة ابتدائي).

– أين ذهبت بعد التخرج؟

– ذهبت لبنغازي وعمري وقتها حوالي (16) سنة حيث أقمت عند أخي الذي كان يعمل بمحطة الكهرباء ودرست سنة بمدرسة (البركة)، ثم أذكر أن الوالد أصيب بجلطة ونقلوه لبنغازي وازدادت أعباء الأسرة على أخي وإمكانياته محدودة، عندها طلبوا منى البحث عن عمل وترك الدراسة، فعملت في (المصالح المشتركة الأمريكية الليبية بالنقطة الرابعة) الذين طلبوا رسامين لرسم اللوحات الإرشادية والملصقات سنة 1957 م، وعند التعيين وجدوا سني (17) سنة فطلبوا منى العودة بعد سنتين لصغر سني، فقمت باستصدار شهادة من البلدية وغيرت العمر واشتغلت لديهم ومرتبي كان وقتها (14 جنيه) شهرياً فرغبت الوالدة في تزويجي وقالت (أنت فلوسك كثروا ولازم تتزوج باش ماتضيعمش في دوة فاضية).

عملت رسام وفى لوحاتي الأولى رسمت لوحات إرشادية عن النيران في الرحلات والنزهات وعليها تعليقات باللغة العربية، ثم حُلت المصالح المشتركة سنة 1961 م وضموها لوزارة الأنباء والإرشاد وكان الوزير على ما أذكر الأستاذ “عبداللطيف الشويرف” وقبله الدكتور “خليفة التليسى” وبقيت حتى سنة 1964 م، وكانت الوزارة تصدر مجلة (الإذاعة) نصف شهرية في طرابلس وتم انتدابي فيها لمدة شهرين وجئت لطرابلس وعملت وكان فيه وقتها الأستاذ “فرج فليفل” مخرج والأستاذ “محمد بوعامر” رئيس التحرير ووكيل الوزارة كان الأستاذ “أحمد الصالحين الهونى” رحمه الله، وبعد الشهرين رغبت في العودة فقاموا باستئجار بيت لي في منطقة الظهرة والأثاث من شخص في شارع ميزران وأحضرت العائلة لطرابلس واستقريت مع الوالدة والزوجة والأولاد في طرابلس.

– من تذكر من الرسامين وقتها؟

– كان قبلي “عبدالحميد الجليدى” و “صالح بن دردف” وكان “فؤاد الكعبازى” أول من رسم الرسم الساخر وكان “محمد شرف الدين” رسام بصحيفة (اليوم).

– كيف بدأت مرحلة الرسم الساخر؟

– في النقطة الرابعة كنت أرسم زملائي رسوم مداعبة بتفاصيل مضحكة وأخفى اللوحات حتى لا ينزعجوا ثم بدأت ألاحظ المآتم عند الأثرياء وعند الفقراء فلفتت انتباهي للمفارقات والاختلافات بينها كما تأثرت بالرسام “برني” اليوناني في مصر الذي كان يرسم صفحتين في مجلة (المصور) وكان يجسد اللوحات على الشواطئ تابعت أعماله وبدأت أقلد رسومه وبدأ تحولي للرسم الساخر قبل انضمامي لمجلة (الإذاعة) التي عملت فيها إلى جانب الرسم مخرج مع الأستاذ “فليفل”.

– كيف بدأت العمل مع مجلة (المرأة)؟

– في سنة 1965 م جاءت السيدة المرحومة “خديجة الجهمى” وفكرت بإصدار مجلة (المرأة) وقتها اشترطوا عليها أن لا تظهر فتاة على الغلاف إلا صورة رجل أو رسم وأن لا تنشر صورة لأي فتاة أو حتى طفلة إلا بإذن كتابي من أهلها، وأن مواصفات صورة المرأة هي المحجبة والمنقبة فطلبت منى العمل معها كرسام ومخرج صحفي ومدير فني للمجلة فعملت معها واستمريت في المجلتين (الإذاعة) و (المرأة) وفى نهاية 1965 م تركت مجلة (الإذاعة) لأني وجدت نفسي مشتتاً.

– ما هي الصحف والمجلات الأخرى التي عملت فيها في تلك الفترة؟

– صحيفة (العَلَم) وهى يومية وتصدر عن نفس الوزارة مع منتصف 1965 م وهو عمل يومي ولم يؤثر على عملي بمجلة (المرأة) لأنها نصف شهرية، ثم عملت في صحيفة (الميدان) سنة 1967 م حيث كنت معروفاً ويطلبني رؤساء التحرير للعمل معهم.

– هل كنت توقع لوحاتك باسمك؟

– نعم كنت أوقع باسمي وفى البداية بصحيفة الميدان كنت أرسم كثيراً شخصية الإمبراطور “سبتيموس سفيروس” وأحرك الشخصية في كل عدد في لوحة معينة وعملت لوحات كثيرة عنه نقدية للكثير من الأحداث السائدة وقتها وهو شخصية كانت معروفة لليبيين وكان تمثاله في طرابلس معروفاً، وكنت أرسم عن أمريكا وغزوها لفيتنام حيث تحمست لرسم اللوحة الساخرة في المجال السياسي.

– هل تضايق أحد من لوحاتك أو اعترضت جهة ما عليها وقتها؟

– لا ولكن أذكر أن المرحوم “أحمد الصالحين الهونى” وكان وقتها وكيل وزارة وهو رجل قوى الشخصية ومتفهم وهو من سعى لإحضاري من بنغازي وأنا أحترمه وأقدره، ويبدو أن البعض أخذ يكلمه عن لوحاتي وعن النقد فيها المهم طلب مقابلتي وذهبت له في مبنى الإذاعة القديم وقال لي (اسمع ارسم كل شيء وقل أي شيء) ورفع يده وكانت صورة الملك على يمينه وولى العهد على يساره وقال (أخطى هاذوا وافعل ما شئت)، فهو رجل محنك وبحكم موقعه يفهم الأبعاد والتفسيرات والتأويلات وأحب أن ينصحني لمعرفته بخبايا الأمور وبوشايات بعض المنافقين.

– في بعض لوحاتك نرى قنفذ صغير بجانب التوقيع، فلماذا؟

– لكل فنان لازمة يوقع بها فمثلاً ناجى العلى كان يوقع بـ(حنظلة) الذي يمثله هو سنة 1948 م ودائماً يعطى ظهره للأحداث كدليل اعتراض وامتعاض مما يشاهده من تردد وجبن وتسويف في القضية، وأنا في لوحاتي في (الصدى الرياضي) اخترت القنفذ لأن القنفذ عندما يتكور يعمل كرة كلها شوك من الخارج والكرة لها علاقة بالرياضة والشوك له علاقة بالوخز وهذا ما يفعله النقد، فاخترته والذي حدث أن الشباب تركوا اللوحة واهتموا بالقنفذ وحركته والقصد من ورائها، وتعبير القنفذ كان دائماً له علاقة باللوحة وتفاصيلها ويختلف من لوحة لأخرى.

– هل فكرت في كتابة مذكرات؟

– لا لم أفكر، أنا رسام ولست كاتب ولوحاتي هي مذكراتي وهى منقولة من الواقع وشاهد على العصر وعلى التحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية وأثرها على الليبيين وتأثرهم بها وردود فعلهم حولها.

– في مرحلة الطفولة رفضت العائلة موهبتك والآن وبعد شهرتك كرسام لوحاته في كل البيوت الليبية والمعارض الدولية ما رأى العائلة؟

– في البيئة البدوية غير مقبول الرسم وهو نشاز عن القاعدة ووالدي رحمه الله توفى سنة 1956 م ولازلت في البداية أما الوالدة فعاشت حتى رأت انتشاري كرسام وما حققته من إنجازات وأذكر أنها كانت تدعو لي بطول العمر (بلا شقا) فلا يفيد طول العمر فقط إن لم يكن بلا شقاء لأن طول العمر بالشقاء عذاب وقد كانت لا تنام وتنتظرني حتى أعود للبيت فقلب الأم دائماً متعلق بأبنائها وتفرح لفرحهم وتسعد بنجاحهم.

– وادي القطارة ومدرسة الأبيار الداخلية شهدا أول معارضك ورسومك وبداياتك وأكيد لهما موقع خاص في نفسك فهل زرتهما بعد نجاحك وشهرتك؟

– ذهبت للوادي الذي احتضن معارضي الأولى في الطبيعة وكانت لوحاتي تبقى على الصخور يومين وثلاثة ثم تتلاشى بحكم الطقس والشمس وأرسم غيرها وهكذا ولكنني حزنت لأنني وجدته مكاناً آخر لم يعرفني ولم أعرفه وجدت المباني الخراسانية والإسمنت والوادي الذي كان فسيحاً وجدته صغيراً والطبيعة مشوهة وعدت متألماً لأنني وجدت موطن ذكرياتي مشوهاً والخضرة وألوان الربيع صارت رماداً وإسمنتاً.

– ألا يستحق ذلك لوحات ناقدة؟

ج: لا جدوى من التصدي بالنقد لعصر الإسمنت المتوحش الذي اغتال تلك الربوع.

– هل تختلف لوحاتك باختلاف الأجواء التي ترسم فيها مابين الطبيعة والمكتب؟

– الطبيعة هنا – ويشير لرأسه.

– متى امتلكت أول أدوات رسم وألوان؟

– في مدرسة الأبيار أول مرة أمتلك أدوات رسم حقيقية وفرشاة وألوان وكان الأستاذ “محمد الهنيد” يأخذني للمزارات الدينية وهناك تجمع سكاني كبير ومتنوع ويقول لي (شوف وتخيل ولما تروح ارسم) وأنا أشاهد الألوان المفعم بها المشهد وهى زاهية وجميلة ومتنوعة أراها بعيون الفنان، وكانت المدرسة تصرف لي ألوان وفرش وأقلام وأرسم ما أشاهده في تلك المزارات والاحتفالات الدينية، وعندما جئت لطرابلس صرفت لي المصالح المشتركة نفس المواد الفنية.

– لمن يقرأ “محمد الزواوى”؟

– أقرأ للأديبين الكبيرين “نجيب محفوظ” و “توفيق الحكيم”.

– خضت تجربة الرسوم المتحركة حدثنا عنها.

– في أول الثمانينات كُلفت بكتابة ورسم قصة بعنوان (جحا) ونفذتها باليابان ومدتها (45) دقيقة.. (وقالوا) عنها تجربة ممتازة وناجحة.. ولكنى أراها غير ما قالوا.. وقبلها نفذت قصة قصيرة بلندن بعنوان (الحاج نكد).

*عن موقع ليبيا اليوم

مقالات ذات علاقة

أحمد مبروك: أحاول إبعاد أحمد مبروك المواطن الليبي البائس، عن أحمد مبروك الشاعر

رامز رمضان النويصري

حميدة صقر: لنتسلح بالفرشاة واللوحة والألوان والدفتر والقلم

حواء القمودي

الباحث عبد الله السباعي : التسيس ساهم في اختفاء خصوصية الأغنية الليبية

مهنّد سليمان

اترك تعليق