بين أرواح مسكينة ومكلومة
جرح إثر جرح
خراب يتلوه خراب
صلوات وتراتيل
وشتائم
وقهر
والموت في ديارنا عامر مثل الفرح
سئمتك أيتها الحياة الحافلة بالمحن
بالخذلان
والحزن والعار
بالمصائب
ونكسة إثر نكسة
سئمت القصيدة وهي تمشي حافية
نحو حتفها
نحو الخواء
تمشي عارية كفتاة مصلوبة
نحو عرسها المشؤوم
بلا صلوات وبكثير من الإزدراء
سئمت الحرب
وهي تمشط الحياة وتقلل من شأنها
وتخلف المأسي الثقيلة في كل بيت
وهي تسدل الستائر السوداء على النوافذ
وتطيل الليل على الشرفات
وتوصد الأبواب أمام الحب والخير
وتقيم مآدبها الكبيرة في كل مكان
” كثر الله خيرها”
سئمت أصدقائي ينادونني من بعيد
والبحر
والجبل يعصم الأوغاد
الشمس وهي تستنشق رائحة الجثث
سئمت الغيم الذي يهطل مطرا ولا يغسل النفوس
وكرهت الطوابير التي لا تنتهي
وغول الأسعار
وزيف الوعود على المنصات
و”سينتهي الإرهاب”
وسنبني لكم بلدا تحسدكم عليه الملائكة
لم ينته شيء
ولا زالت الملائكة تقيم عزائنا في السموات السبع
يا روحي
يا الله
هات يدك القوية وصافحنا
وادخلنا في رحمتك
ادخل حتى الأوغاد
والأغبياء والحمقى
والمسعورين
والطواغيت
فقط إنه بؤس انتظارنا الطويل
