الشروع في السعادة أمر مكلف.
تجلس هناك.. تخطط للخطوة القادمة التي ستقف بها على رأس الهرم.
هناك تحديداً عند الرأس، قالوا أنه ثمة سعادة.
تسلقت، سقطت، وقفت، سببت، نفضت الغبار، ثم تراجعت، نظرت للوراء، لهثت، عطشت، حلمت، والان بينك وبين الرأس خطوة قالوا أيضاً إنك ستنتشي بعدها وتسعد.
هذه الخطوه الأنانية تتطلب منك ترك بعض الخير، والتحلي ببعض الشر، وأن تقصي بعض أولوياتك، تضع الأنا في رأس قائمتك، كما تطلب منك أن تستلذ بطعم السكر والملح ولا تأبه لأمراض جسدك المحتملة، تطلب منك أن ترى الحياة قطعة بزل مفككه، و أنت لست مطالب بتوضيح الصوره وتركيبها، وفي لحظات تفكيرك بأتخاذ هذه الخطوة الاخيرة بأتجاهها تدفعك يد ما، لتجد نفسك بعدها على رأس الهرم موضع السعادة.
وفي نفس هذه اللحظه تحديدا تنسى الرأس وتلتفت بحثاً عن اليد فلم تعد تعنيك تلك السعاده المنشودة.
أنت الآن تريد اليد، شعر جسدك واقف ومستنفر لملمسها الاول، تبتعد عن الرأس تنزل تدور تصعد من جديد، تنزل تدور تنزل تدور تنزل تدور تصعد أين اليد؟ أين!
تصعد من جديد وبسهولة عكس المتوقع، هذه المره تقف عند رأس الهرم وتصرخ بأعلى صوتك ليرد عليك صىدىً مسعور: سعادتي في لمسة جديده من تلك اليد الدافعة، أريد سعادتي أريد اليد.