منذورٌ مطر الشمال لسفرٍ مستحيل، هوامش الذبول تسْتطيبها بوارق الخطيئة، بأجنحةٍ من غيْمٍ شفاف الصدى، العراء سُطْوة الريح المترنحة، تعاريج الشفق هطولٌ أزلي، الخرافة وسواس أبدي التكوين، متاهات التعاريج، تنفخُ في رحم النار، يتشظّى وجه الشمس وسط جاذبية المدارات المغلولة، التأويل محض انبعاث القيعان وتباشير الخضوع اشتهاءات المخيّلة، الأغوار بصيرة الزمن المحنّط على أقباسِ الصخور النارية، الأساطير حمم النزف من فوّهات البراكين اللزجة، أقواس الصلصال فراديس اللامعقول، الخواء المرمري صدى الدياجير البلّورية المنحسرة في آفاقِ الملح المتموّجة، الغربان تزعقُ فوق صهوات التحليق، النعيق لوثة النهر وصحوة الضوء عند قيامة النار إزاء قوقعة الرعود المزمجرة، أصداء المداءات اختلاجات الهوس المبعثر فوق جسد طيني الهلام الفوضوي، تحتدم التلاشيات العتيدة، هيكل المواسم المتفرّسة بأحداقِ اليباس، تتدحرج النهايات عند آخر غيبوبة لا تفتأ تنكس رايات الشمس، حتى يطل الفناء من عين النسيان ويلامس الماء غفْوة الموت اللذيذ، يعود العدم يتيماً يجُرُ مراثيه في أكمام الرؤيا السديمة، تتعرّى ظِلاله ذروة معارج الهشيم المركوم، كوجه الصحراء حين تتمخّضُ أجنّة السراب .
