ترجمات

توماس هاردي

للشاعر الإنجليزي والتر دو لا مير (Walter De La Mare (1873 – 1956

 

كتب دو لا مير De La Mare هذه القصيدة المهداة إلى ذكرى الروائي والشاعر الإنجليزي توماس هاردي بعد وفاة هذا الأخير بعشر سنوات،وقد اعترف دو لا مير بتأثير هاردي العميق على حساسيته الشعرية،وخاصة بعد انعقاد صداقة عميقة بينهما رغم فارق السن،وقد كان هاردي يقدر كثيراً الكاتب والشاعر الشاب ويرى أن قصيدته ” المنصتون The Listeners ” يمكن أن تكون أبدع قصائد القرن العشرين.

وفي هذه القصيدة، المعنونة توماس هاردي , نرى أن الرؤية المسيطرة هي الرؤية الداخلية: فالطيور التي لا يسمعها هاردي تبقى مختفية، بينما تشير الرموز دوماً إلى عالم الخيال عند الشاعر.

وحول ظروف كتابة هذه القصيدة يقول دو لا مير انه كان ذات يوم يتمشى مع الشاعر العجوز، وفجأة تناهى إلى سمعه مزيج غريب من أصوات الطيور، فسأل هاردي:

هل تسمع صوت الطيور هذا؟

وحول هذا السؤال كانت هذه القصيدة.

أن دو لا مير يشعر بوطأة تشاؤمية هاردي ومعاملته القاسية لأبطال وبطلات رواياته انطلاقاً من اعتقاده بأن قوي عمياء ولا مبالية تسيطر على مصائر البشر والأشياء ولكنه يحاول، أي دو لا مير، في الأخير أن يجد عزاء لبني الإنسان في النسق الشعري الرفيع الذي نجح هاردي في إبداعه.

امتزج ضوء القمر بضياء النهار

الإشعاع الأخير في جهة الغرب المتقلصة

صمتُ هبوط الليل على الوديان الضحلة المستريحة

على صدر الأرض الأخضر:

ولكن غناءً رهيفاً ومتعدداً وأصواتَ طيورٍ رقيقة،

لا تُرى في فجواتها المنحدرة

تدفقت مع كلماتي المتسائلة:

إن جميع قُبَرات دورستشاير*

،متآمرةً من أجل العذوبة، بدت

وكأنها ضربت موعداً للترحيب

بالرجل الذي تلاقى في أغنيته

نذيرُ صوت الغراب مع بشير صوت العندليب.

تساءل وهو منحني الظهر ومبتسماً:

” ألستُ أسمع نغمات تغريد طيور؟

ربما كان ذلك حديث مسافرين عابرين

يصل إلى هدوئنا هنا في صفاء ضوء الغسق؟”

وبينما كنتُ أنصتُ إليه لاح من عينيه حشدُ

النساء والرجال الذين صنعتهم كلماتُه

وجعلتهُم يعانون طويلاً – لقد تجمعوا

في الذكرى من جديد؛

صرختُ في داخلي ” أيها المعلم: حزينةٌ هي بشاراتُك

وموجعةٌ أغنيتُك ؛

ولكن في موسيقاك عزاءً

لنا نحن بني البشر السائرين إلى الأمام

بخطوات متعثرة.

_____________________________

دورستشاير Dorestshire

مقاطعة بريطانية تدور فيها أحداث روايات توماس هاردي

مقالات ذات علاقة

شذرات من قصائد قديمة

زكري العزابي

أكون سعيداً

عاشور الطويبي

غزليات جلال الدين الرومي

عاشور الطويبي

اترك تعليق