للشاعرة الهندية الحمراء : جوى هارجو
ترجمة : د. محمد قصيبات
لا تنسى السماءَ التي تحتها ولدتَ
وتعلّم حكاياتِ النجومِ التي فوقكْ
تذكّر القمرَ وأعرفْ من هو
تذكّر الفجرَ وشمسه البازغة
وأعلم أنه أقوى لحظة في الزمن
ولا تنسى الغروبَ
وتسلله إلى الغسق
تذكّر يوم ولدتَ
ولا تنسى أمّك التي أنت صورة منها
وتذكر أباك أيضا
تذكّر الطينَ بألوانه
الطين الذي هو جلدك
الطين الأحمر والأسود والأصفر
والأبيض والبني
لا تنسى أننا الأرضُ
تذكر النبات والأشجار
والحيوانات التي هي أمم مثلنا
لا تنسى أن لهن حكايات
وتاريخ
تحدث إلى كل الكائنات
واستمع منهن فهن قصائد حية
لا تنسى الريحَ
ووشوشاتها
إنها تحكي لك الأسرار
أسرار الكونِ
تذكر أنك الناس
وأن الناس أنت
تذكر أنك الكون
وأن الكون أنت
تذكر أن الكون يجري
فيك يجري
تذكر أنك اللغة
وأن اللغة أنت
..تذكر
..تذكر
الشاعرة في سطور
ولدت الشاعرة جوى هارجو بمدينة تولزا بولاية أوكلاهوما الأمريكية عام 1951 وهي شاعرة وفنانة وكذلك أستاذة بجامعة الينوا حيث تُدرّس الأدبَ الإنجليزي وأدبَ الهنود الحمر.
*أصدرت أول دواوينها الشعرية عام 1975 وكان بعنوان “الأغنية الأخيرة” تبعته بثمانية دواوين كان آخرها ديوان “الشروق الأمريكي” الذي صدر عام 2019
تأثر شعرها بحكايات أجدادها الهنود الذين ارتبطوا بأرضهم وعاداتهم وكان أحد أجدادها من قبيلة الكريكس قد قاوم البيض الذين أتوا إلى قبيلتها في هجوم شرس عام 1814 قضي على القبيلة وشرد أهلها ولم ينج إلا عدد محدود منهم.
كتب النقاد عن شعر هارجو فقالوا أنه ينبع من الكون ويجري في أنهار من الأحلام والمعرفة والحكمة ؛ وهو “شعرٌ يربط الإنسان بالأرض وبالعوالم الروحية في شاعريةٍ مباشرة تدفعنا إلى التفكير في أصولنا وجذورنا”
انتخبت للمرة الثالثة على التوالي مستشارة للشعر بمكتبة الكونغرس الأمريكية وهو منصب راق ، وتعتبر هارجو أولَ شاعرة من أصول هندية حمراء تصل إلى هذا المنصب ، وسبق للشاعرة الأمريكية “لويز غلوك” الحاصلة على نوبل للآداب عام 2020 أن شغلت هذا المنصب… ترى هل تحصل جوى هارجو على نوبل عام 2030… من يدري؟
نشرت الترجمة بمجلة “الفصول الأربعة” الليبية عدد أبريل 2021