نظمت جلسات علمية بمهرجان من أجل ليبيا الذي انطلقت فعالياته السبت في تونس، بمشاركة رئيس متحف اللوفر بفرنسا «جون لوك مارتيناز» وعدد من الباحثين الليبيين والفرنسيين ممن شاركوا في البعثة الأثرية الفرنسية في ليبيا.
وقدمت الجلسات معلومات مدعومة بالصور وبالرسوم التخطيطية عن المخزون التراثي الهائل المنتشر بين المدن والقرى، وموجود في أعماق البحر ضمن اكتشافات توصلت إليها البعثة الأثرية الفرنسية بليبيا، وفقًا لجريدة الصباح التونسية.
وأوضح مدير متحف مدينة آرل الفرنسية القديمة والمشرف على عمليات تنقيب تحت الماء شملت صبراطة وأوبولونيا بليبيا، الباحث «كلود سانتيس» أن ليبيا لا تعج بالتراث فحسب، وإنما جزء من تراثها موجود تحت الماء، وتم بالفعل انتشال تماثيل ومنحوتات مهمة وفك ألغاز آثار جزء منها موجود على اليابسة، وآخر تحت الماء لفهم كيفية بعث الموانئ القديمة وكيفية عملها ونوعية الحياة التي كانت تدور حولها في ذلك الوقت.
وعن المقابر وطقوس الدفن التي تعد من مؤشرات حضارة كانت على هذه الأرض كانت مداخلة «مرغان بيليزيك» التي أظهرت وجه الموت في ليبيا وقدمت صورة عن تفنن الليبيين القدامى في الاحتفاء بالموتى من خلال فن النحت، ويعد الباحث حاليًا أطروحة حول المنحوتات الجنائزية ببرقة.
وتطرق الباحث الليبي «مصطفى ترجمان» إلى أهمية مساهمة الليبيين جميعًا في حماية تاريخهم وتراثهم، والوعي بدورهم في حماية المواقع الأثرية الليبية وإدراك قيمة التراث الليبي وتنوعه التي أهلّت ليبيا لتسجيل عدة مواقع على لائحة التراث العالمي، من أشهرها مدينة الشحات التاريخية وموقع صبراتة الأثري ومدينة غدامس القديمة وموقع لبدة الأثري.
وضمن مناشط المهرجان افتتح السبت معرض بعنوان «القائمة الحمراء للممتلكات الثقافية الليبية المهددة بالخطر» وهي مجموعة من المواقع الليبية المصنفة عالميًا على لائحة يونسكو للمواقع المهددة بالخطر، وتم استعراض عمليات الترميم التي شملت بعض المواقع وكذلك الجهود لحفظ قطع أثرية مهددة بالتهريب.