السيدة خديجة الجهمي
شخصيات

كل يوم شخصية ليبية مشرقة. (2) خديجة الجهمي

السيدة خديجة الجهمي أرشيفية عن الشبكة
السيدة خديجة الجهمي
أرشيفية عن الشبكة

ولدت بمدينة بنغازي في 15/3/1921 بزنقة البعباع المتفرع من شارع الكيش المقابل لشارع تفاحة وبجانب وسعاية سوق الحشيش وفي بيت جدها لأبيها محمود البعباع ولدت وعاشت طفولتها. والدتها قرناصة محمود الجهمي.. والدها كان يعمل مصفف للحروف في جريدة بريد برقة وقد اشتهر كشاعر شعبي ينظم القصائد الزجلية. تلقت تعليمها في المدرسة الملوكية الابتدائية للبنات المسلمات على أيدي مربيتين (بديعة  فليفله) و(حميدة العنيزي). كانت تود الانضمام لمدرسة التمريض بطرابلس عام 1936 إلا إن رفض والدتها حال دون ذلك.

أرسلها والدها للتعلم أصول اللغة العربية والقرآن الكريم على يد الشيخ احمد مرسي إلا إن الشيخ كان يبقيها مع زوجته فلم تستفد كثيراً.. تعلمت قواعد النحو والصرف والفقه خلال ثلاث سنوات علي يد الشيخ عبدالجواد الفريطيس. بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية غادر والدها إلي مصر مع الجيش الانجليزي المنسحب وظلت تعمل كممرضة وخياطة. عام 1946 سافرت إلي مصر متسللة من الحدود بدون جواز سفر * بعد وفاة والدتها حتى تلتحق بوالدها الذي استقر بمصر بعد أن تزوج وحصل على الجنسية المصرية. في عام 1947 عادت إلي بنغازي ضمن 17 مدرس ومدرسة ضمن أول دفعة مدرسين مصريين لتلتحق بالتدريس عبر مدرسة الأميرة واستمرت حتى عام 1952. رغبت في تكملة تعليمها فسافرت إلي مصر رفقة أختها ربيعة وابنتها سعاد حيث عملت هناك إلي جانب تعليمها كخياطة.. وكانت تدرس بالفترة الليلية بمدرسة خاصة هي (جامعة عابدين الليلية) حيث يسمح نظامها بأخذ أكثر من سنة في عام ونالت بعد عامين الشهادة الابتدائية والإعدادية معاً في عام 1954.

تجوزت من (محمود خليل السباعي) وهو سوري الجنسية مقيم في مصر كانت تعمل بمشغله للخياطة ولكن لم تقم معه سوى عاماً واحد. وحين وصلها نبا وفاة والدها عام 1955 عادت إلي بنغازي لتحمل مسؤولية إخوتها ليلي وعصام ونبيل وإيناس. عند عودتها كمدرسة مؤهلة عينت في السلم الوظيفي على درجة سابقة مما جعلها تقرر كخياطة في منزلها إلا إن السيدة حميدة العنيزي جعلت جدها البعباع يوافق على إن تعمل السيدة خديجة بالإذاعة. وبذلك كانت ثاني صوت نسائي تبثه إذاعة بنغازي بعد السيدة حميدة ابو عامر عام 1956. كتبت عشرات الأغاني الناجحة التي تغني بها عدد كبير من المطربين من أشهرها أغنية (نور العين) للفنان محمد مرشان.

وحين نود الحديث عن الرائدات الليبيات في مجال الثقافة والإبداع، يقفز مباشرة اسم خديجة الجهمي أو ماما خديجة للأذهان، كيف لا وهي من كان لها الفضل في إنارة درب كثير ممن أصبحن فيما بعد من الأسماء المهمة على الساحة الليبية والعربية في مجال الثقافة والإعلام والأدب، من خلال الأخذ بأيديهن. وزرع الثقة في أنفسهن واكتشاف ملكة الكتابة لديهن منذ الطفولة من خلال نشر مشاركاتهن ومحاولاتهن الأدبية والشعرية في مجلة «الأمل» التي أسستها وتولت رئاسة تحريرها، ومتابعة فرد مساحات للنشر لمراحل أكثر نضجًا في مجلة «البيت». وبالإضافة لكونها رائدة في المجال الإذاعي والإعلامي والأدبي فهي أيضًا من أولى الليبيات اللاتي اقتحمن عالم كتابة الأغاني والتي ذيلتها بتوقيع «بنت الوطن» والتي تغنى بها أهم مطربي جيلها، وتعتبر أيضًا إحدى الرائدات المطالبة بحقوق المرأة مند الاستعمار الإيطالي، تعلمت على حسابها الخاص ولم تستفد من التعليم الرسمي، ناضلت في سبيل حق المرأة، كما تولت رئاسة اتحاد المرأة العام 1973، واشتركت في لجنة اتحاد الجمهوريات…..

• نجحت في كتابة الزجل ـ الشعر الشعبي ـ وكان يتضمن الحكم فبذلك ساهمت في نشر الوعي الاجتماعي.. قدمت العديد من البرامج الإذاعية مثل: صور من الماضي/ سل طبيبك، ندوة الإذاعة، اسهر معنا، ربع ساعة، يا فتاح يا عليم، صباح الخير، فكر معي، ركن المرأة، ركن الأطفال، من حياة الناس، جولة الميكروفون، لقاءات مع الفنانين العرب المصريين، أضواء على المجتمع الذي استمر 18 عام في الفترة من 1956-1972.

• لعبت دور هام في توعية المرأة والمجتمع من خلال (الورقة البالية ) و لو كان من الأول أيضاً تأليف التمثيليات مثل السرـ وأمي ضرتي.. كتبت في مجلة المرأة بزاوية بعنوان هات يدك .. ومجموعة من القصص خلال عامي 1966-1967.. بدأت بكتابة المقالات في مجلة (ليبيا المصورة) ونشرت قصتي (الورقة البالية) و(قبل منتصف الليل) في صحيفة (برقة الجديدة) عام 1947 ومقالات بمجلة (الإذاعة) عام 1968 في زاوية خواطر إذاعية.. وأشرفت على ركن ( دنيا المرأة ) في صحيفة (فزان) عام 1962.

• تم إفادتها بدورة إذاعية إلي تونس برفقة 13 رجل.. استمرت في المجال الإذاعي حتى عام 1965 لتنتقل إلي إدارة المطبوعات.. تولت رئاسة تحرير مجلة (المرأة) عام 1965 بالاشتراك مع الفنان محمد الزواوي حتى عام 1973.. أسست مجلة (الأمل) للأطفال عام 1974 وتولت رئاسة تحريرها بالاشتراك مع (زهرة الفيتوري) و(محمد الزواوي) و(محمد عيبه).

• من خلال رئاستها لمجلة الأمل أصدرت سلسلة قصص الأمل للأطفال في 10 عناوين عام 1976 كما الفت من بينها قصتين هما (امينة) و(عزيزة) إلي جانب سلسلة (كتاب الأمل) عام 1978.. أشرفت على إقامة العديد من الدورات الصحفية في الإخراج والتصوير لعدد كبير من الشباب الذين أصبحوا أعلامين معروفين منهم (إدريس الطيب، لطيفة القبائلي، نادرة العويتي، وفي الإخراج زهرة الفيتوري، فاطمة كرازة، مسعودة الجبالي).

• ترأست أول مؤتمر نسائي عربي عام 1970.. ترأستالاتحاد النسائي العام بطرابلس عام 1976.. تم تكريمها من مجلة البيت.. تم تكريمها في مهرجان المدينة الثالث بمدينة بنغازي عام 1994.. أشرفت على تحرير زاوية ركن المرأة في صحيفة فزان عام 1962.

• عضو في لجنة مراقبة الألحان وكلمات الأغاني بالإذاعة في الستينات.. من مؤسسات جمعية النهضة النسائية ببنغازي في الخمسينيات.. عام 1962 ترأست حلقة دراسة عن (اثر الصحافة في التربية) بألمانيا.. عام 1972 ترأست لجنة الإعلام والتعليم والبحث العملي في لجنة الوحدة.. شاركت في الندوات والمؤتمرات العربية والعالمية منها مؤتمر الاتحاد النسائي العربي في تونس عام 1970.. ساهمت في تأسيس فرقة الفنون الشعبية الليبية.. ساهمت في تأسيس جمعية الكفيف الليبي وعضو في مجلس الإدارة عام 1961.. تولت رعاية دار البراعم للفنون (نادي للأطفال) ثم تبعت الدار مجلة الأمل في السبعينات.. ترأست لجنة الإشراف على شؤون درا البراعم للفنون في 9/2/1977.. تولت رئاسة الاتحاد النسائي الليبي عام 1976 الذي تأسس عام 1972.. ساهمت في جمعية المرأة العاملة عام 1967.

• نالت جائزة الفاتح التقديرية للآداب والفنون عام 1996 كشاعرة غنائية ودورها في الأعمال الثقافية والإبداعية لمدة نصف قرن.. نالت جوائز منها ــ جائزة (ميزان) من كلية القانون باعتبارها أول من دافع عن حقوق المرأة في ليبيا.. تم تكريمها في عيد يوم الوفاء بمدينة سرت.. انتقلت إلي رحمة الله ليلة الأحد 11/8/1996.

يوم الثلاثاء 02 شهر رمضان الموافق 07/06/2016م – طرابلس / ليبيا

____________________

المراجع

– بنت الوطن (اعداد عزيزة الشيباني).
– خديجة الجهمي نصف قرن من الابداع (اعداد حميدة بن عامر).
– أنا خديجة الجهمي (اعداد أسماء الأسطى).
– خديجة الجهمي، اللجنة الشعبية العامة للثقافة والإعلام – تاريخ الوصول 12 أبريل 2009.
– بنت الوطن (اعداد عزيزة الشيباني).
– خديجة الجهمي نصف قرن من الابداع (اعداد حميدة بن عامر).
– أنا خديجة الجهمي (اعداد أسماء الأسطى).
– خديجة الجهمي، اللجنة الشعبية العامة للثقافة والإعلام – تاريخ الوصول 12 أبريل 2009.
– سيرة حياة بنت الوطن، السيدة خديجة الجهمي. لانتصار بوراوي – جيل  ليبيا – تاريخ النشر 13 يناير-2009 – تاريخ الوصول 12 أبريل 2009.
– الطفلة التي قالت لموسليني “احتلالك لبلادي غير صحيح”، خديجة الجهمي رائدة حقوق المرأة في ليبيا – جريدة العرب – تاريخ النشر 20 يونيو-2008 – تاريخ الوصول 12 أبريل 2009.
– إطلاق اسم السيدة خديجة الجهمي على مكتبة النساء – اللجنة الشعبية العامة للثقافة والإعلام – تاريخ النشر 12 مايو 2008 – تاريخ الوصول.

 

نشر بموقع ليبيا المستقبل

مقالات ذات علاقة

في ذكرى وفاته: أصحاب الأحلام العظيمة والنبيلة لا يموتون

المشرف العام

كل يوم شخصية ليبية مشرقة. (8) الشيخ علي يحيى معمر

حسين بن مادي

حميدة بن عامر رائدة من بلادي

المشرف العام

اترك تعليق