عجز عن مقابلتها في وضح النهار أمام الجميع كما هو سائد في المجتمعات الأخرى، وذلك لان عادات الناس في هذه المدينة تختلف أو تدعى الاختلاف وبالتالي لاتسمح بملاقاة الفتى لفتاته حتى ولو كان صادقاً وأمينا معها.
تحايل على الكل وقرر ملاقاتها بعد صلاة الفجر فنجح في ذلك… أحد أبناء الحارة شك في الأمر ففلان لا يتخذ من بيته طريقاً للعودة بعد ادائه لصلاة الفجر فهو يسلك دروبا أخرى عبر الزقاق الخلفي الواقع خلف المسجد.
يقرر تتبعه.. وعند منتصف الطريق وجده يهم بمقابلة إحدى أجمل فتيات المدينة. انتابه الغضب الشديد فتولد عنه حقدا كبير..وقرر تدبير له مكيدة عظيمة… فهذه الفتاة رفضت جميع من تقدم لها من الفتيان البارزين وعجزوا عن الظفر بقلبها وحبها وكسب ودها.
اجتمع مع من هو على شاكلته وتناقش معهم في الأمر فقرروا التعرض له وضربه. أحضروا بعض الأدوات الحادة وبعض المطارق والمواسير وانقضوا عليه فجأة ولكنه وبقدرة قادر تفطن لهجومهم المفاجى فأمتص الألم وقاومهم فأنتصر فأنتفضوا من حوله ولاذوا هاربين مثخنين بالجراح والدماء تتسرب من أجسادهم.
ازداد حقدهم وقرروا الأخذ بالثأر من (فلان)، فاستقدموا له بعض محترفي الإجرام من المناطق المجاورة فأنتصر عليهم أيضً وأصبح ثأرهم متضاعف هذه المرة. تسأل (فلان) في قرارة نفسه: لماذا دبر هؤلاء الفتية هذا الأمر لي؟
لم يهتدي للإجابة المقنعة حينها.
قرر الفتية أن يخبروا صديقهم (علان) ذلك الشاب الذي يعمل في البوليس السياسي عن تصرفات (فلان) وكيفيه التخلص منه. عرضوا الأمر عليه فأخبرهم صديقهم انه من الصعب الزج بهذا الفتى في غياهب السجون لسبب تافه وبسيط. فتدخل احد الفتية بالحديث مسرعاً انه يكتب عمودا في إحدى الصحف وهو دائما يدعى النزاهة.
أيكفى هذا السبب للقبض عليه.
رد (علان) يكفى جدا..وأردف قائلاً: سأقبض عليه وأريحكم منه.
ذات ليلة وبينما (فلان) منهمك في كتابة احد مقالاته.. طُرق الباب بشدة، خرج مسرعا من غرفته سريعا حتى يرى من الطارق. فإذابه أمام إحدى مركبات البوليس السياسي منتظرة خروجه.
سأله احدهم: هل أنت فلان ابن فلان؟
فرد (فلان): أجل
صاح في وجهه اركب، اركب يافالح.
صعد (فلان) إلى المركبة على امتعاض.
في الطريق استقبل (فلان) كل أنواع الكدمات والألفاظ الخادشة للأخلاق. وعند وصولهم إلى تلك النقطة الأمنية رموا به في إحدى الغرف المعتمة والتي لم يخرج منها إلا في صبيحة العيد العاشر عشر.