كنت تلك الليلة في منزل أمي المسنة، التي ألم بها المرض وبت عندها، وفجأة وكنت أمام التلفاز، شاهدت زوجي الوسيم الأنيق في تلك القناة، يتحدث بانفعال وحماس عن الإرهاب الذي لحق بمدينة بنغازي، والجماعات المتشددة، حاولت مهاتفته تلك الليلة لكنه لم يرد، زوجي صحفي ثائر يحارب بالكلمة وسط معاناته في مهنة المتاعب.
في الصباح هاتفته، رد علي، فقلت له: أين أنت الآن؟
أجاب: أنا الآن في شارع جمال عبدالناصر أوزع الصحيفة.
أردفت القول له: شاهدتك منفعلا في اللقاء ليلة البارحة.
أجاب: المذيع لم يتركني اتحدث، كان دائما يقاطعني!
قلت: متى ستأتي لتأخذني؟
وفجأة انقطع الخط بيني وبينه، حاولت مكالمته من جديد، لم يرد! ثم رن هاتفي، كانت المتحدثة خالتي استرسلت: كيف حالك يا حنونه كيف حال افتوحه؟
رددت عليها: بخير. ثم توقف الحديث بيني وبينها.
حضرت أختي الصغرى، كانت حائرة قلقة بعد مكالمة مع صاحبتها، تساءلت: أين جهاز تحكم بالتلفاز.
قلت لها: ها هو بيدي، ماذا هناك؟
أشارت إلي قائلة: فيه خبر ضعي على القناة الليبية.
فتشت عن القناة حتى عثرت عليها، وتمعنت في قراءة الخبر على القناة: أغتيل الآن الصحفي بثلاث رصاصات.. وهو في سيارته في شارع جمال عبدالناصر.
غابت المرئيات من أمام عيني، اختفت شاشة التلفاز وسقطت مغشياً علي..