من بقايا الأشجار الميتة يصنع النحات الليبي الشاب محمد عبدالله سعيد الحياة بإبداع فني يتشكَّل ليعكس حسًّا فنيًّا متميزًا.
عبدالله سعيد (26 عامًا) من مدينة شحات، تخرَّج في كلية الموارد الطبيعية وعلوم البيئة، هوايته الرسم والنحت منذ الطفولة، شغوف برسم الكاريكاتير وصناعة الألعاب الخشبية والأعمال الفنية اليدوية وتشكيل مجسمات من «الطَّفلة»، وهي من أنواع الطين الجبلي القابل للتشكيل، كان يُستَعمل منذ عهود قديمة في تشكيل أواني الطهو، وفقًا لمدونة «أحلام على شاطئ المنارة».
بدأ حبه نحت الخشب منذ أربع سنوات، وقدَّم أعمالاً تعكس رسالة لمفاهيم أراد عبدالله أن يقدِّمها للجمهور الليبي تحمل طابعًا وطنيًّا في بلد تكاد تمزِّقه الحروب والنزاعات، ويستلهم جزءًا كبيرًا من أعماله من الطبيعة و الروح الأثرية التي تعبق بها قورينا.
يعتمد عبدالله في نحته على الخشب على خشب العرعار وخشب السرو، وأقام أول معرض له العام 2012 ، ليتعرَّف عليه الجهور الليبي وتقدَّم له الدعوات لعرض أعماله محليًّا، منها مشاركته في مهرجان قورينا في مدينة شحات، ثم رأس نالوف، ومعرض الفنون التشكيلة في مدينة مصراتة العام 2013، ومجموعة معارض بجامعة «عمر المختار».
ويفضِّل عبدالله النحت التجريدي أو ما يسمى «النحت المعاصر»، حيث يستعمل الاسكتش في تثبيت الصورة في بعض الأعمال وأحيانًا يميل إلى العشوائية والانسيابية في منحوتاته.
شارك عبدالله في كثير من الفعاليات العالمية والمحلية منها فعاليات اليوم العالمي للخشب في مدينة اسكيشهر التركية خلال شهر مارس الماضي بعمل يحمل اسم «ليبيا مفتاح» في محاولة لخلق جسر التواصل بين الفنيين «للتعرف على ثقافة وأعمال الفنانين في مجال الخشب على مستوى العالم».
ويستعد عبدالله فى الوقت الحالي لإقامة معرض مشترك مع الفنان أحميدة الطويل تحت رعاية هيئة الثقافة والإعلام الليبية.