رواية حبروش التي أقدم عرضاً لها هنا صدرت طبعتها الأولى عن دار الفرجاني الليبية للنشر والتوزيع ، وكان أسم كاتبها قد نال شهرة واسعة كسياسي ودبلوماسي، وتصدر اهتمام كل وسائل الاعلام العربية والعالمية عندما كان مندوبا دائما لبلاده في الأمم المتحدة وأعلن انحيازه الكامل لليبيا وتورثها الجديدة وسخر منصبه لخدمة الليبيين.
التعريف بالكاتب
الدكتور عبد الرحمن محمد شلقم مؤلف هذه الرواية (حبروش) بدأ حياتة المهنية كمحررا صحفيا بجريدة الفجر الجديد الليبيية تم تولى رئاسة تحريرها ،وتقلد منصب مديرا عاما لما كان يعرف بوكالة الجماهيرية للأنباء ،ثم وزيرا للإعلام ،كما شغل منصب سفيرا لليبيا في إيطاليا لمدة عشرة سنوات.أعتزل بعدها العمل السياسي،ثم عاد ليستلم محفظة الخارجية الليبية،تم عين كمندوب دائم لليبيا في الأمم المتحدة إلى جانب ترأسه لللأكاديمية الليبية في إيطاليا.
ورغم أن عبد الرحمن شلقم يخوض تجربة الرواية لأول مرة ويقدم للقاري العربي باكورة انتاجه الروائى (حبروش) إلا أنه ليس بعيدا عن مجال الابداع الفكري بشكل عام فهو عضو في لجنة الإبداع الثقافي وسبق وأن قدم للمكتبة العربية كتب في مجالات مختلفة ترجم بعضا منها للغة الإنجليزية والإيطالية، وهو في الأساس صحفي محترف تخرج من قسم الصحافة بجامعة القاهرة عام 1972 وتمرن وتدرب في زمن حسنين هيكل ويوسف إدريس، ونجيب محفوظ، وتوفيق الحكيم، وصلاح جاهين في مؤسسة الأهرام الصحفية العريقة . باكورة انتاجه في سوق الحبر كتاب حول الدين والسياسىة في التاريخ الإسلامي ، وكذلك الف كتاب افريقيا القادمة ، وكتاب الحروف وهو عبارة عن مقالات في الفن والادب، وألف ديوان شعر عاطفي عنوانه أسرار، و ديوان شعر أخر بعنوان “قررت أن أفرح”، وله كتاب اسمه تجليات وله أيضا كتاب حوار مع الصادق النيهوم الفه مع آخرين وأعتقد ان الاخرون كانوا رضوان بوشويشه وفاطمة محمود والكوني
كاتبنا إذن ليس جديدا على هذا الوسط فهو كاتب بارع لديه تسع مؤلفات في المكتبة العربية يمتلك في الأساس أدواته المتينة وله مخزونه الثقافي الكافي الذي ربما شجعه بما يكفي ليخوض تجربة الرواية ويقدم لنا حبروش.
عتبات الرواية
حبروش قدمها الكاتب للقاري في 328 صفحة من القطع المتوسط، وقبل أن نخوض في مضمونها واحداثها وشخوصها يجدر أن نتوقف عند عتبات رواية الحبروش،فبحسب الناقد الفرنسي جيرارد جينيت فإن عتبات أي نص إبداعي تشمل كل ما يحيط به ويغلفه من عنوان وغلاف وإهداء وكلمة ناشر ومقدمة. وبالرغم من أن العنوان بشكل عام يعتبر من اهم العناصر التي يبدأ من خلالها تشكل النص الإبداعي سواء في ذهن الكاتب أو المتلقي بإعتباره عتبة استهلالية مهمة لابد منها للولوج إلى العمل الروائي والتعرف عليه ، إلا أن أختيار الكاتب إسم (حبروش) عنوان لهذه الرواية أختيار شحيح وبه شىئ من الغرابة ولا يمدنا سوى ببعض الإيحاءات والدلالات البسيطة فالاسم بعينه غير شائع بين الانس ولكنه ربما كذلك في عالم الجن والشياطين ، وقد افترضت أن الكاتب قصده ان يحقق منذ البداية أعلى سقف من الإيهام ويدفعنا مكبّلين بالفضول لنتعرف ما يوجد خلف هذا العنوان الغير مألوفاً لدينا ويحفزنا على قراءة الكتاب. ولكنه يفوت علينا فرصة الدهشة ويحكي لنا على الغلاف الخلفي للرواية عن حبروش ونكتشف أنها ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﺻﻨﻊ ﺧﻴﺎﻝ الرﻮﺍﺋﻰ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻧﺎﺱ ﺯﻣﻨﻪ وأنها اسم حقيقى لامرأة يعرفها جيدا منذ صباه وهي تسكن فى قرية الغريفة في أوباري بالجنوب الليبى،ويقول انها امرأة غريبة عجيبة تغنى وترقص دائما، برغم فقرها الشديد، وانها كانت محبوبة لدى الشبان والفتيات ورسول محبة بينهم كما انها مثال للصبر والإصرار والتحمل ، وبحسب الكاتب فأن حبروش الانسانة التي تحمل كثير من القيم الجميلة بداخلها رغم قبح شكلها هي من دفعته لكتابة الرواية وانه يراها في الكثيرين ممن عاشوا الدنيا بافراحها واتراحها وهم بعض شخوص هذه الرواية. وفي متن الرواية فهي تسكن (كهف العجائب والمعجزات يزورها ليلا البنات والشباب العجائز والشيوخ من أهل القرية ومن خارجها ص240) ويشتطرد عمران محدثا الشيخ ارجومه عن قدرات الحبروش فيقول (قالت لي امي إنها كانت ذات يوم تحتطب مع حبروش ،فؤجئت بها تتسلق نخلة باسقة يلفها الشوك في لمح البصر .تنتزع الجريد اليابس كأنها تقتلع البصل الصغير من تراب طري ص241). ولكننا نجدها في أخر الرواية عاجزة عن تخليص نفسها من الاسر وهي في شاحنة إيطالية متجهة من يفرن إلى غريان .
صورة الغلاف مفتاح للنص وعتبه من عتباته الأولى التي يفترض أنها تلخص مضمونه وتكثفه قبل الدخول إلى متن الرواية، وغلاف رواية حبروش عبارة عن خلفية بيضاء ناصعة توسطته لوحة فنية أصلية للفنان التشكيلي الليبي جمال دعاب أعلاها شريط أسود لأحداث تضاد لوني مع البياض الطاغي على الغلاف إضافة إلى توجيه المتلقي لصانع العمل ومنتجه حيث يظهر به أسم المؤلف عبد الرحمن شلقم باللون الأبيض وتحت الشريط نجد أسم حبروش كعنوان للرواية مكتوب بلون قيب من لون الدم الأحمر، وبخط كوفي قديم كالذي نجده في المخطوطات القديمة، ربما في إشارة إلى صلةٍ ما بين الأجواء والاحدات في الرواية وهو الأكبر بين أحجام الخطوط التي كُتبت بها بقية مفردات الجُمل المكتوبة على الغلاف . أسفل صورة الغلاف شريط أسود أخر تظهر به كلمة رواية باللون الأبيض كتوضيح من دارالفرجاني على ان هذا الكتاب يندرج تحت جنس أدبي محدد هو الرواية. و هذه الرواية، وإن كان غلافها من اختيار دار النشر إلا أن كاتبها – كما قال لي – رأى فيى أي الغلاف علاقات وخيوط تبدو وكأنها مقتبسة من النص الروائي نفسه رغم انها سبقته وتضمنت لوحة غلاف رواية حبروش دوائر وشبه دوائر لونية تأخذ شكل بصمات بالوان متمازجه تقترب كثيرا من أسلوب الرسام الهولندي ويليام فان جوخ، فرغم أن اللوحة ليست جميلة ،إلا انه لايغيب عنها الإحساس بالفرح والرقص والدوران للفرشاة بحرية لتمزج الألوان وقد غاص فيها وجه يبتسم لتعكس ابتسامته حالة من السعادة والفرح . وعلى الغلاف الأخير يبدو وكأن المؤلف يقرا لوحة دعاب التشكيلية وهو يعطينا لمحة عن روايته فيقول ( رأيت حبروش في الكثيرين من أولئك الذين نقشوا افراحهم واتراحهم على لوحة الحياة بالدم والموسيقى والوصل والفراق يبحتون عن نجمة مقدسة تطوف في السماء ،تلمع أضواؤها على سفوح الدنيا صفحة الغلاف الخلفي للرواية ) . خلت الرواية حبروش من الاهداء والمقدمة والخاتمة ويلج القاري مباشرة الى اول فصولها التي قسمت بارقام فقط دون عنونة.
أربعون شخصية
يمكن أن نسمي رواية الحبروش رواية الشخصيات المتعددة ؛ فشخصياتها كثيرة جداً تقترب من الأربعين شخصية بعضها يشكل عنصرا مهما وجوهريا في الرواية ويحتل مساحة واسعة فيها مثل الصالحين ،حبروش،رولاند، رول ،الشيخ رحومة ،عمران ،عيادة ،رمضان ،جورج ارثر ،ومصطفى طلعت ، وباقي الشخصيات الأخرى يبرز دوره من خلال علاقته بهولاء . وتتضح براعة كاتب الرواية في تحريك كل هذه الشخصيات الكثيرة في منظومة روائية ؛ فلم تهرب منه أي شخصية أو تخرج عن الخط الذى وضعه فيها ، وتبقى شخصية رولاند العظيم الذي بنى مدينة النجمة في تونس وجعلها مدينة السلام يؤمها البشر من مختلف الأديان والملل وشعارها الحب والسلام من أقوى الشخصيات رغم انه توفي في بداية الفصول الأولى للرواية إلا أن النجمة التي بناها رولاند كانت نقطة الارتكاز لعدد من شخصياتها يدرون حولها في فضاء الرواية . يتعلقون بها ويحبونها.
بعض تفاصيل الرواية
جاءت الرواية في تمانية وتسعين فصلا قصيرا، وهذه التقنية الروائية أعطىت الكاتب حرية التنقل السريع بين شخصيات روايته الكثيرة جدا والمختلفة في الثقافة والدين والطبقة الاجتماعية ودرجة الوعي ومستوى التفكير ،وبالرغم من تعدد شخصيات الرواية وتباينها من عدة وجوه إلا أنه وحين نمعن النظر في لغة الجميع فإننا نجدها واحدة ، ولعل ذلك عائد إلى طبيعة هذه الرواية التي تستقي من التاريخ وحيها . كذلك ساعدته هذه التقنية في التحكم والسيطرة على أمكنة الرواية الرحبة امكنتها الكثيرة المتنوعة والمختلفة بداية من قرية الغريفة في الجنوب الليبي إلى شارع الشانزليزيه بباريس مرورا بتونس حيت مدنين وصفاقس وبن قردان الى وادي الاجال وواحة براك الشاطي وجبل غريان ومابينهما من صحراء يقطعها اشخاص الرواية لتجمعهم النجمة التي هي ملتقى الحضارات حيت يلتقي الإسلامي بالمسيحي باليهودي بالهندي في تناغم جميل يحاول الراوئي أن يمسك بهذة الخيوط كلها ،في فصول قصيرة ومرقمة تتواتر فيها الاحدات بشكل منظم حيت تسرد حياة الأشخاص حتى تقف عند موقف معين، فتنتقل مثلا من حجرة بقصر فخم وبه كل وسائل الراحة والخدم والحشم لتصف حياة أشخاص يقاومون الموت عطشا في صحراء وادي الاجال او وادي البوانيس ، ثم تتحول لمقهى بشارع الشانزليزيه ، وهكذا حتى تعود للشخص الأول لتكتمل الأحداث.
رواية “حبروش” مليئة بالتفاصيل الموغلة في المحلية، وهو ما يكشف لنا تمتع الروائي بحصيلة معرفية وافرة وواعية من ثقافة الأجواء التي تناولها في روايته،سواء الجنوب الليبي الذي أمضي فيه صباه وجزء مهم من شبابه ،أو حياة المدنية والتحضر في أمريكا أوعواصم الغرب بشكل عام والتي عاش فيها سنوات مهمه من حياته واحسبه مازال مقيما فيها لذلك استطاع شلقم أن يقدم عمله الروائي الأول متكيئا جماليا على عالمين متنافرين؛ أحدهما الواقعي بمفرداته التي تعتمد على الحواس الخمس، وإمكانية حدوث ما تزعمه الرواية في سردها، متضمنا جملة من الذكريات و الأحداث التاريخية المتعلقة بصفحات من مقاومة الليبيين للطليان فكسبت بذلك ود القاري الليبي بامتياز أو تلك المتعلقة بأحدات الحرب العالمية التانية , والآخر هو الوهمي بما يعتمده من غرائبية وخيال خارج حدود الحواس وقدرات الإدراك حيث مجموعة من الأحداث الغرائبية تنطلق من أمكنة محددة، وتقع في لحظات زمانية معينة، وتجري في مجتمع إنساني مغيب جاهل تسوده الموروثات البالية، وتشغل حيزاً واسعاً في بيئته الشعبية، وعقله الجمعي، وسياقه الاجتماعي. ويعيش مرحلة انتقالية صعبة،زمن كتابة الرواية ، على أن الجمع بين العالمين في سردية واحدة هو ما يطبعها بما أطلق عليه النقاد المنظرون أدب الواقعية العجائبية. كما أستعان الكاتب بعدد من الآليات التالية مثل : الفلاش باك، و القصة الداخلية، الشعر، النص الغنائي، الحلم،والخيالات الصوفية وهذا كله أضفى حيوية وديناميكية على النص الروائي بشكل عام .
الاضطهاد الاجتماعي
تتناول الرواية ولو بشكل خفي وذكي مسألة إنسانية وهي إشكالية الاضطهاد الاجتماعي وما ينتج عنه من ألم وعزلة ناتجين عن الانتماء اللوني فقط فلا يفوت الكاتب فرصة إلا ويذكر اللون الأسود كرمز للدونية والقهر والعبودية وما خلفته في نفس بعض أشخاص الرواية فمثلا تتحدث حبروش لسيدها محمد عن الصالحين فتقول عنه (لعنته أنه فقير ،جباد ابن جباد ،شوشان ياسيدي محمد تعرف أباه ميلاد قضي عمره حباد عند الشيخ سالم مات وهو لايمتلك ثمن كفنه ص31) وتواصل حبروش حديثها الحزين وربما شكواها والامها لما حصل لصالحين وكيف رقض الشيخ رمضان ان يزوج ابنته عيادة للصالحين والسبب كما تقول الحبروش أن ( رمضان جماد ،قاس ،متعجرف يحتقر كل الناس ،ويعتبر الجبابيد والشواشنه أحقر من الناموس والذباب ص32) وفي مكان أخر تؤكد الحبروش أن الصالحين كان يعاني ويعيش تعاسة مؤلمة بسبب لونه وهي تقول (والسماء لم تخلق له هي لللاحرار والاغنياء فقط، ليس من حق الجبابيد والشواشنة ان يرفعوا روؤسهم حتى للنظر اليها النظر اليها ليس مجانا ص32) وحتى الصالحين نفسه كان لايصدق أنه قد اصبح سيد للقصر بعد أن مات رولاند صاحب القصر فتصف الرواية شعور الصالحين عندما نادته صالحة التونسيه بقولها ياسيدي (أول مرة في حياته يسمع انسانا يقول له هذه الكلمة ياسيدي!!!ص175)
والغريب أن الرواية جعلت اللون الأسود عاملاً مهما ورمزا للوسامة وحتى الفحولة ،وتمضي الرواية في التأكيد أن اللون الأسود جميل ولايقل جمالا عن أي لون آخر، فهاهي الحبروش تتحدث عن الصالحين الفتى الأسمر ولكنه حديث بشكل مختلف (هي الرجولة ،أنت تعرفه ياسيدي محمد ،هو أطول شاب في البلاد وأكترهم وسامة،واقواهم بدنا ،لقد من الله على الصالحين بعدد من الحسنات أهمهن الفحولة ، بالإضافة للوسامة والقوة ص32)لكن هذه الحسنات إنقلبت عليه ،وتحولت إلى تعاسة أشد قاتلة،لقد جعلته هذه الحسنات ينظر إلى فوق،فوق ، تالرحلة في خضم الخوف والحب ،واصوات البشر،تعلمنا تحدتنا ،صمتنا ،استمعنا لكنك انحرفت خارج مسارات الافلاك ص314).
تساؤلات فلسفية
حفلت الرواية بالعديد من التساؤلات الفلسفية الجميلة والعميقة معا، من هذه الصور الجميلة ماكتبته هنتاري تعاتب رد هاري (ياروح روحي ،ياضياء الوحود ،ونكهة الزمان الرائع اللذيذ ،علمتنا النجوم ،وهتفت لنا خطوط الأكف صاحبنا صخب الأيام ودموع الزمان،ومساحات الرحلة في خضم الخوف والحب ،واصوات البشر،تعلمنا تحدتنا ،صمتنا ،استمعنا لكنك انحرفت خارج مسارات الافلاك ص314).
بعض الهفوات
حملت الرواية أيضا بعض الهفوات فمثلا اعتبرت الرواية ان البهائية مذهب (التحق بعبد البهاء في حيفاء بفلسطين بعد اعتناقه للمذهب البهائي ص166) والواقع ان البهائية دين له معنتقوه في مختلف انحاء العالم وهو مستقل عن كل الأديان رغم قربه الشديد من الدين الإسلامي . كما انه ورد في الرواية احتفال بالمولد النبوي الشريف وسط حانة تدور فيها كوؤس الشراب ويتعاطون فيها الخمر كما حملت أخطاء تتعلق بطقوس الاحتفال بالمولد النبوي الشريف فسمت المنشد الذي يؤدي المدائح بالمطرب (الشيخ العفريت) وسمت المدائح والاذكار أغاني ، وفي هذا خطأ خاصة مع مايحملة الاسم من استفزاز حيث يقول الشيخ الطرابلسي (جئت في وقتك ياسي العفريت ،بعد غد المولد النبوي الشريف ،يوم ميلاد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ،لابد وأن تبدأ بأغنيتك الرائعة الشهيرة إنزاد النبي وفرحنا بيه صلى الله عليه ص 37)، وعلى الرغم من هذه الهنات البسيطة التي وردت بالرواية فلم تقلل من متعتنا بهذا العمل الروائي ، وأخيرا رواية حبروش لعبد الرحمن شلقم لا يمكن استيعابها في مساحة محدودة ولكنها وبكل المقاييس رواية تستحق القراءة كونها تمثل إضافة جديدة للمكتبة الليبية بشكل خاص والعربية بشكل أعم .
_______________________________________________________________________
** هذه الدراسة سبق نشرها في جريدة الحياة اللندنية بتاريخ 14-يونيو-2014