لم تكن انشغالات الجامعة الدولية منذ تأسيسها 2007م، تتمحور حول إحداث التطوير الجذري في منظومة التعليم العالي في ليبيا فحسب، مع جسامة هذه المسؤولية وما تستدعيه من مثابرة وجهود مضنية لا تتوقف، لإزاحة عقود من التكلس والتمترس، ورفض أي محاولة للتطوير والتغيير.
فقد كانت ثمة مهمة كبرى أخرى أخذت الجامعة الدولية على عاتقها القيام بها، وهي تأسيس رؤية شاملة تتحقق من خلالها، نهضة ليبيا في جميع المجالات. على أسس علمية صحيحة، بمعزل عن الارتجالية والتشبث بأفكار، أظهرت التجارب والمحكات فسادها وعوارها.
فشرعت الجامعة في استقطاب عدد من النخب الفكرية والثقافية والأكاديمية منذ تأسيسها، وهيأت لهم كل الإمكانات، وبالفعل على مدى عشرات الجلسات والاجتماعات والحوارات، خرجت النخب الليبية برؤية ثاقبة قابلة للتحقيق وهي (رؤية ليبيا الواعدة) التي هي النتاج الفكري لهذه الجامعة بكل مخرجاتها. وقد وضعت رؤية ليبيا الواعدة الشأن الثقافي والفعل الثقافي في صدارة المعطيات الفاعلة، التي لا سبيل لإحداث النهضة المرجوة بمنأى عنها.
من هنا كان توجّه الجامعة الدولية لتنظيم احتفالية كبرى هي الأولى من نوعها في الجامعات الليبية، لإعلاء قيمة الفنون الجميلة وإعادة الاعتبار لها، وإبرازها وجعلها مكوناً سلوكياً أصيلا.. وإكبار الفنانين التشكيليين الليبيين على امتداد الوطن كله وتكريمهم؛ عرفاناً بدورهم الرئيس والمرتكز في صياغة الوجدان الليبي، ورفع منسوب التذوق الفني لدى الناس، وغرس قيم محبة الجمال في طلاب الجامعة.
وجعل الجامعة الدولية مساحة لإبراز القيم النبيلة. ففي الدورة الأولى لاحتفالية (قامات من بلادي) كان تكريم 25 شخصية وطنية رائدة في مجالها، وراسخة في انتمائها، وتخليداً لدورها في نهضة ليبيا، تم إطلاق أسماء تلك الشخصيات المنارات على قاعات ومقرات ومكونات الجامعة..
اليوم تترصّع جدران الدولية بالإبداعات التشكيلية للفنانين الليبيين وتزدان القاعات والمكونات والمقرات بلوحاتهم.. ملمح آخر من ملامح استعادة القيم النبيلة. تجسّده جامعة القيم.
