متابعات

محاضرة تبحث في الذائقة الجمالية وآثارها البيئية

محاضرة بالمركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية بعنوان (الذائقة الجمالية وأثرها على البيئة)

استضاف المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية بقاعة المجاهد بطرابلس الباحثة الدكتورة “هند علي بن غزي” ألقت من خلالها محاضرة حملت عنوان (الذائقة الجمالية وأثرها على البيئة)، وذلك مساء يوم الأربعاء 3 يوليو الجاري ضمن النشاط الأسبوعي للمركز، وقد تولي إدارة وتقديم المحاضرة الباحث “علي الهازل”.

الخلفية المفاهيمية للجمال
بدورها أوضحت الدكتورة بن غزي أن المفاهيم هي الخلفية الثقافية للدخول إلى جماليات البيئة فلكي تتبلور لدينا ذائقة جمالية لابد أن تتوفر خليفة مفاهيمية عن الجمال حول مفهوم الذائقة ومفهوم الجمال، مشيرة إلى أن مسألة الحكم على القيمة الجمالية سواء كان جمالا فنيا أو جمالا طبيعيا تنبع في المقام الأول من الذات، وهذا ما يذهب إليه بعض فلاسفة الجمال بالتأكيد على أن أساس التذوق الجمالي تُمثله الذات أما البعض الآخر يرى بأن التذوق ينبع من الموضوع، وأضافت الدكتورة بن غزي أن علم الجمال هو علم يدرس القيمة الجمالية في الفن والطبيعة، ويدرس أحكام الضوء والتذوق الجمالي والخبرة الجمالية المتضمنة للذوق ومفهوم الوعي للأحكام التقويمية للذوق والعوامل المؤثرة لمدى الاستجابة الجمالية.

القبح على المستوىين الجمالي والأخلاقي
فيما تطرقت الدكتورة بن غزي بالقول : إلى أن الجمال قيمة مجردة يُسقطها الإنسان على الأشياء من حوله، والإنسان يمارس ذائقته الجمالية بوجه يومي غالبا دون وعي منه بدءا من اختيار الملابس والمفاضلة بينها مرورا بالكثير من المحفزات، وبيّنت الدكتورة بن غزي أن غياب الذائقة الجمالية وضعنا في مأزق المعاناة مما أثر على البيئة فالعامل المُضفي للجمال هو الكائن البشري حتى القبح إنساني لذا يُمكن استخراج معنىً للجمال من القبح، وأشارت الدكتورة بن غزي موضحة الفرق بين القبح على المستوى الجمالي حين يتحول القبيح في بيئة مبتذلة إلى موضوع جمالي والقبح على المستوى الأخلاقي وهذا الأخير مدعاة للنفور، ختاما أوصت الدكتورة بن غزي بضرورة تفعيل دور المؤسسات التعليمية في نشر ثقافة الوعي الجمالي من خلال مناهج تهتم بالجمع بين الجانب النظري والجانب التطبيقي من الفنون الجميلة علاوة على تعميق مفهوم الوعي الجمعي للقيمة الجمالية.

اللامنطقية في الجمال
وأردفت بالقول : الخيال الإنساني الفني يُمكنه تحويل الشيء القبيح إلى شيء جميل، كما نوهت الدكتورة بن غزي إلى الاختلاف بين علم الجمال باعتباره علم يدرس النظريات الفلسفية والقيم الجمالية، وبين جماليات البيئة، وتعتقد الدكتورة بن غزي بأن الذائقة الجمالية من الموضوعات التي نحن في أمس الحاجة إليها نظرا لتفشي مظاهر التلوث البيئي في الطبيعة والفن سمعيا وبصريا، وتُضيف الدكتورة بن غزي أن إصدار الحكم الجمالي على الأشياء لا يقتضي وجود تصورات عقلية تُبرهن على وجوده حسابيا فالمعنى الجميل لا منطق له فالجمال علم حسي يُدرك بالحس المباشر، بينما أضأت الدكتورة بن غزي على المفاهيم الملتبسة موضحة أن الجمال كصفة تلاحظ في الأشياء وتبعث في النفس السرور، وفي هذه الحالة تختلف صفة الجمال ويختلف أيضا كعلم قيميّ، وفي المقابل أكدت الدكتورة بن غزي على أن أحكام التذوق تظل نسبية ومتغيرة وبذا تتباين من شخص إلى آخر كونها ترتكز على عناصر التقويم والتفضيل، ودعت الدكتورة بن غزي كذلك إلى غرس الوعي الجمالي والثقافة الجمالية في نفوس الأجيال الناشئة.

مقالات ذات علاقة

بيان مصلحة الآثار الليبية حول نقل القطع الأثرية

المشرف العام

مكتبة طبرق تحتضن احتفالية بالإصدار الجديد للباحث عماد خالد

المشرف العام

ثلاثة أيام من التضامن والتنوع والاحتفال في مهرجان ضد العنصرية

المشرف العام

اترك تعليق