الطيوب
تزامنا مع حلول هذا اليوم نستذكر الذكرى الأولى لرحيل الشاعر الذي حيثما حل حلت البهجة فيزرع اليباب مروجا من الشعر والفرح والموسيقى، تمر اليوم ذكرى الشاعر “نصر الدين القاضي” فقبل أعوام من اليوم كان يكابد المرض ويمارس قصيدته على امتداد أفق هذي البلاد، ينتشي بخطواته الجذلة يواجه الحرب بالحب ويصادق وردة قضّ الشوك مضجعها، الكثير يقال عن تجربة الشاعر الراحل ابن منطقة سوق الجمعة بمدينة طرابلس حيث بين سوانيها ترعرع وشبّ وتحت نخيلها الباسق لوّن الأرض بخمر الشعر وأصغي لهُدهدٍ تجاهل الجميع كيفية نطقه لأحبك، عن عمر ناهز الـ70 عاما غادر نصر الدين القاضي شاعرا يسقي الموت برحيله.
أمامك)
حقول من ألفة الانسجام
وقصيدة أودَعَ بحر الكلام
في إيقاعها موجه المنعش
وأمامك
بهجة تبسط جناحيها
على قلبك
وتضمك إلى صدرها
وتطير)
كتب الشاعر “مفتاح العمّاري” راصد تجربة الراحل مع حروف القصيدة قائلا : لكأنَّ متاهة الحياة الأكثر تعقيداً تستسلمُ هُنا لبساطة الكلمة ،وأن الزمن الأشدّ توتّراً يرتخي في ليونة وطواعية عمياء لسحر لحظة القصيدة . وأيضاً لأن نصر الدين القاضي شاعر عفويُّ كان لابد أن يُخضع غموض العالم لمشيئة النثر الحار.. ولكن بمخيلَّة طفل يلعب .. وهنا يكمن سرّ قصيدته .. فهو – أي الشاعر- لا يُجهد نفسه في التصدّي لصرامة اللغة ونزع قشرتها الكلاسيكية .. بل يأتي الكلام في شعره انسيابيا ، وسلساً في حميمية مرحّة.
نعم فقلائل هم الشعراء اللذين ينسجون أبجديتهم بعفوية طفل تطرق التساؤلات سقف مخياله، فحالما تجالسه وتذكر الوطن تغرورق عيناه شوقا وحسرة، يخبرنا الأديب الراحل “محمد أحمد الزوي” بأنك حين تقرأ للشاعر نصر الدين القاضي لا تحس به وهنا مكمن الخطورة وهنا الفخ الذي ينصبه لك، إنه يخدعك ببساطته المتناهية.
خشية)
أن أخدش دمعة سهلة الانهمار
من عينين وادعتين
أحاول أن أقترب)