الطيوب
(نحن في ليبيا نعرف الكثير.. نعيش الكثير من التجارب ونمر بالكثير من الأزمات ونعطى رأياً في مختلف القضايا التي تشغل ضمير العالم.. ولكن السؤال الذي يأتي دائماً في النهاية يعطي مدلولاً آخر لكل ما نعرفه: ما الذي يعرفه العالم الخارجي عنا؟
إذا كان جيراننا لا يعرفون عنا شيئاً.. إذا كان من يربطنا بهم التاريخ والدين والعادات واللغة لا يعرفون عنا إلا أننا بحيرة من النفط تكفي لإسالة لعاب أي مغامر..
فكيف تريد منَّا أن نعطي موقفاً تجاه قضاياهم؟! أنا آخذ موقفاً من الإنسان الذي أعرفه ولا يعرفني حتى يعرفني، بعدئذ نستطيع تبادل وجهات النظر والمشاركة الوجدانية والفعلية العملية مجرد (عرض وطلب).. خلاف ذلك فأنا لا أؤمن بشيء دون مصلحة بلدي..).
سليمان كشلاف – مجلة الطليعة المصرية / ديسمبر 1969م.
في الـ23 من شهر يوليو من العام 2001، أعلن من العاصمة الأردنية عمان وفاة الكاتب “سليمان كشلاف” بعد معاناة مه ورم سرطاني في الرئةـ لازمة لفترة قبل أن يسلمه إلى ربه، ليدفن بمنطقة سوق الجمعة، مسقط رأسه في 27 من ذات الشهر، بمقبرة سيدي سعيد الشريف.
الأديب “سليمان سالم كشلاف” ولد في 2 ديسمبر من العام 1947م، بمدينة طرابلس، وهو السابع بين أخوته، ترتيباً في أسرة تكونت من أب وأم وخمسة أولاد وخمس بنات. في السابعة من عمره التحق بمدرسة (طرابلس المركزية للبنين)، وفي العام 1959م انتقل لدراسة المرحلة الإعدادية بمدرسة (طرابلس الإعدادية) حيث أتم الدراسة في العام 1964م.
التحق بعدها بمدرسة (طرابلس الثانوية) طالباً في القسم العلمي. ثم من بعد تقدم للالتحاق بالكلية العسكرية ببنغازي في عام (1968م) فتم قبوله، وتحصل على بكالوريوس علوم عسكرية، لينخرط في العمل العسكري، حتى النصف الأول من العام 1975ن، حيث قدَّم استقالته وبدا العمل بالشركة العامة للنشر والتوزيع والإعلان.
اقرأ أيضاً: عاشق الوطن.. سليمان كشلاف
في الشركة العامة للنشر والتوزيع والإعلام، تولى عدة مهام، من بينها: رئيس قسم المكتبات، رئيس قسم التأليف والترجمة، ورئيس قسم التسويق، ثم رقي لمنصب مدير إدارة النشر بالشركة، التي أسهم من خلالها في إصدار عدة سلاسل شهرية، منها: (الكتاب الإسلامي) و(الكتاب الصحي) و(الكتاب المسرحي) و(كتابات جديدة).
ترأس تحرير (مجلة المسرح والخيالة)، ومديراً لتحرير مجلة (لا)، وكانت آخرها المهام الإدارية رئاسة اللجنة الإدارية للشركة العامة للخيالة (السينما) التي ظلَّ فيها حتى تاريخ وفاته.
نشر الكاتب “سليمان كشلاف” نتاجه الأدبي بالعديد من الصحف والمجلات، من بينها: طرابلس الغرب، والرائد، والأولمبياد، وفزان، والبلاد، والحقيقة، والإذاعة، وليبيا الحديثة، والأسبوع الثقافي، وصوت الوطن، والفصول الأربعة، والمسرح والخيالة، ولا، والآداب اللبنانية، والطليعة، والموقف العربي، والثقافة العربية، واقرأ، والبيت، والثقافة السورية، والكاتب العربي، وفكر التونسية، والناشر العربي، والصداقة البولندية، والناقد.. وغيرها.
اقرأ أيضا: مقدمة كتابات ليبية
ويعتبر الراحل عضوا مؤسسا لاتحاد الناشرين العرب، عضوا مؤسسا لاتحاد الأدباء والكتاب الليبيين، إضافة إلى عضويته: رابطة الصحفيين الليبيين، الاتحاد العام للأدباء العرب، الاتحاد العام للصحفيين العرب.
قدَّم للإذاعة المرئية عدّة برامج، من بينها: (كاتب وقصة)، وسلسلة (قصص ليبية للأطفال) في خمسة عشر حلقة، كما أعدَّ سيناريو وحوار لقصة (السور) للأديب “كامل المقهور”.
كتب ونشر عشرات الدراسات والأبحاث والمقالات ترتكز بالدرجة الأولى على الثقافة العربية في ليبيا، كما تم ترجمة ونشر بعض دراساته في مجلة الصداقة التي تصدر في بولندا باللغة البولندية.
أجريت معه عدَّة لقاءات صحفية في عدد من المجلات والصحف العربية، من بينها: مجلة المستقبل، الشراع، الطليعة، صحف تشرين، والحياة. كما قام عدد من النقاد بدراسة أعماله، ونقدها، من بينهم: بشير الهاشمي، خليفة حسين مصطفى، عبد الرسول العريبي، محمد صالح القمودي، أحمد عزيز، عبد الرزاق الماعزي، وعادل عبد الواحد.
صدر للراحل:
1 – كتابات ليبية (دراسات في الأدب الليبي) عام 1977.
2 – دقّات الطبول (دراسات في الأدب) عام 1978.
3 – (دراسات في القصة الليبية القصيرة) عام 1979.
4 – بعد أن يرفع الستار (دراسات في المسرح) عام 1981.
5 – العاشق والمعشوق (كتابات عن الوطن) عام 1983.
6 – الحب.. الموت (دراسات عن ثنائية الرجل والمرأة في القصة الليبية القصيرة) عام 1984.
7 – عاشق (وجدانيات) عام 1986.
8 – مواويل حب (وجدانيات) عام 1986.
9 – عندما نحب (وجدانيات) عام 1987.
10 – الحب والشتاء (وجدانيات) عام 1992.
11 – الشمس وحَدّ السكين (مقالات في الأدب) عام 1998.
12 – (شخصيات رافضة في القصة الليبية القصيرة) عام 2001.
13 – خيوط من ضوء القمر (حول فرسان كتابة الدراما المرئية العربية) عام 2002.
14 – من العشق ما قتل (وجدانيات) عام 2008.
ومن المعلوم أن للكاتب الراحل “سليمان كشلاف” مجموعة من المخطوطات، نذكر منها:
الموت. – دراسات في الرواية العربية.
من أوراق عاشق (وجدانيات).
عيون فاطمة (وجدانيات).
الدراما الليبية.. من أين.. إلى أين؟
كلمات قالت: لا (ما نُشِر، وما مُنِع من النشر).